شدد مجلس الوزراء السعودي على «المضامين القيمة لكلمة خادم الحرمين الشريفين أمام القمة العربية الإسلامية - الأميركية، التي بين فيها أن القمة تنعقد في وقت شديد الأهمية وبالغ الخطورة، واهتمام رئيس أميركا وحرصه على توثيق التعاون مع العالمين العربي والإسلامي، وما اشتملت عليه كلمة خادم الحرمين الشريفين من تشديد على مسؤولية الدول العربية والإسلامية أمام الله ثم أمام الشعوب العربية والإسلامية أن يتحد الجميع لمحاربة قوى الشر والتطرف أياً كان مصدرها، امتثالاً لأوامر الدين الإسلامي الحنيف ونشر قيمه السمحة التي تقوم على السلام والوسطية والاعتدال، وعدم إحلال الدمار والإفساد في الأرض، وما أكدت عليه الكلمة حول مختلف الجهود في القضاء على الإرهاب والتطرف، وأهمية تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتكثيف الجهود لحل الأزمة السورية، ورفض الإضرار بعلاقات الدول الإسلامية مع الدول كافة، واستغلال الإسلام كغطاء لأغراض سياسية تؤجج الكراهية والتطرف والإرهاب والصراعات الدينية والمذهبية كما يفعل النظام الإيراني والجماعات والتنظيمات التابعة له وغيرها من التنظيمات الإرهابية». وأكد المجلس أن «إعلان خادم الحرمين الشريفين إطلاق المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)، وتدشينه المركز بمشاركة رئيس أميركا دونالد ترامب، وقادة ورؤساء وفود الدول المشاركة في القمة العربية الإسلامية- الأميركية، تجسيد لجهود المملكة الكبيرة واستمرارها في حربها ضد الإرهاب، وعزمها في القضاء على التنظيمات الإرهابية، إذ سبق وأن شكلت في خطوة رائدة لمحاصرة الإرهاب من خلال التحالف الإسلامي العسكري». كما نوه المجلس بتبادل مذكرة التفاهم بين دول مجلس التعاون الخليجي وأميركا لتأسيس مركز لاستهداف تمويل الإرهاب، والذي مثّل دول مجلس التعاون الخليجي في تبادلها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، ومثّل الجانب الأميركي وزير الخارجية ريكس تيلرسون. وبيّن أن مجلس الوزراء قدر ما أبداه الرئيس دونالد ترامب في خطابه أمام القمة من تشديد على ضرورة القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه، وأن أميركا تسعى نحو السلام وليس الحرب، وما تضمنه الخطاب من نقل رسائل صداقة وأمل وحب، ومن أجل ذلك كان اختياره في أول زيارة له خارج بلاده للسعودية، قلب العالم الإسلامي وقبلته، وراعية الحرمين الشريفين، وما أكده من أن رؤية بلاده تتمثل في سلام وأمن ورخاء هذه المنطقة وجميع أنحاء العالم، وتهدف إلى تحالف الأمم والشعوب المشاركة، بهدف التخلص من التطرف واستشراف المستقبل، وتشكيل شراكات جديدة من أجل تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم. وثمّن مجلس الوزراء «إعلان الرياض» الذي صدر بعد قمة الدول العربية والإسلامية وأميركا، التي جاءت بناء على دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وشارك فيها قادة وممثلون ل55 دولة عربية وإسلامية مع أميركا، وما تضمنه البيان من شكر وتقدير القادة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين بالدعوة لهذه القمة التاريخية، وتقدير لزيارة رئيس أميركا للمملكة، ومشاركته هذه القمة وجهوده للإسهام في ما فيه خير المنطقة ومصالح شعوبها، وما تضمنه إعلان الرياض تجاه الشراكة الوثيقة بين قادة الدول العربية والإسلامية وأميركا لمواجهة التطرف والإرهاب، وما تم الاتفاق عليه من سبل تعزيز التعاون والتدابير التي يمكن اتخاذها لتوطيد العلاقات والعمل المشترك، وتعزيز التعايش والتسامح البناء بين مختلف الدول والأديان والثقافات، والتصدي للأجندات المذهبية والطائفية والتدخل في شؤون الدول، إضافة إلى أهمية تعزيز العمل المشترك لمواجهة القرصنة وحماية الملاحة، وأهمية متابعة برامج وأنشطة مجالات الشراكة بين العالمين العربي والإسلامي وأميركا. إلى ذلك، اطمأن خادم الحرمين الشريفين إلى الاستعدادات التي توفرها مختلف القطاعات الحكومية والأهلية لخدمة المعتمرين والزوار في شهر رمضان المبارك، وقدم التهنئة لشعب المملكة والأمة الإسلامية بمناسبة قرب حلول الشهر الكريم، داعياً الله جل وعلا أن يعين جميع المسلمين على صيامه وقيامه ويتقبل صالح أعمالهم. واستنكر مجلس الوزراء تعرض دورية أمن أثناء أدائها مهماتها في حفظ النظام العام بمحيط حي المسورة في محافظة القطيف لقذيفة صاروخية أطلقتها عناصر إرهابية من داخل الحي، ما أدى إلى استشهاد جندي من قوات الطوارئ الخاصة، وإصابة خمسة من رجال الأمن، مُجدداً تأكيده أن الجهات الأمنية ستواصل عزمها على أداء مهماتها وواجباتها بتعقب هذه العناصر الإرهابية وتقديمهم للعدالة، وإفشال مخططات من يقفون وراءهم من الخارج الموجهة ضد أمن المملكة واستقرارها. وثمّن مجلس الوزراء إعلان صندوق الاستثمارات العامة إنشاء شركة صناعات عسكرية وطنية جديدة تحمل اسم «الشركة السعودية للصناعات العسكرية»، لما تمثله من مكون مهم من مكونات رؤية المملكة 2030، ونقطة تحول فارقة في نمو قطاع الصناعات العسكرية في المملكة، وما ستسعى إليه بأن تكون محفزاً أساساً للتحول في قطاع الصناعات العسكرية، وداعماً لنمو القطاع ليصبح قادراً على توطين نسبة 50 في المئة من إجمالي الإنفاق الحكومي العسكري في المملكة بحلول عام 2030» وشكر مجلس الوزراء خادم الحرمين الشريفين على توجيهاته بالاستجابة العاجلة لمكافحة واحتواء وباء الكوليرا في اليمن، منوهاً بمبادرة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية فور ورود توجيهات الملك سلمان بتشكيل فريق استجابة عاجلة لوضع برامج التدخل السريع وتشخيص الوباء والعلاج والسيطرة والعمل على محور الوقاية في تنفيذ برامج عاجلة، ووضع خطة لاحتواء الوباء، وحماية الشعب اليمني من مخاطره وتبعاته.