يستقبل الرئيس محمود عباس اليوم، الرئيس دونالد ترامب في مدينة بيت لحم قادماً من إسرائيل حيث أبدى، عقب لقاء مغلق مساء أمس مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، تفاؤلاً بالتوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. وقال ترامب عقب اللقاء الذي عقد في فندق الملك داود في القدس الغربية ودام نحو ساعة: «سمعت أن التوصل إلى اتفاق هو الأصعب... لكن لدي شعور بأننا سنبلغه في نهاية المطاف... أنا على قناعة بأنه ستكون لنا لقاءات مثمرة». وأضاف: «علينا استغلال الوضع. ثمة أمور كثيرة تحصل الآن لم تكن لتحصل في الماضي... ونحن ندرك ذلك جيداً. هذا يشمل الرخاء ومحاربة الإرهاب ومواجهة النظام الإيراني الذي يهدد المنطقة كلها ويخلق عنفاً كبيراً». واعتبر المتابعون أن هذا اللقاء «مسمار الزيارة»، قبل أن يستضيف نتانياهو الرئيس الأميركي على مأدبة عشاء في منزله. ولم يُسمح سوى لبعض الصحافيين بالاقتراب منهما، إلا أن المايكروفونات التقطت ترامب وهو يقول لنتانياهو إنه لم يذكر اسم إسرائيل أبداً بتسريبه لروسيا معلومات استخباراتية سرية تلقتها الولاياتالمتحدة من دولة أخرى (إسرائيل) في شأن نية «داعش» تفجير طائرة ركاب أميركية. وسُمع يقول: «فهمتم القصة بشكل خاطئ... لم أذكر أبداً إسرائيل في محادثاتي مع الروس». في هذه الأثناء، قالت مصادر إسرائيلية إن تصريحات ترامب الأهم يُفترض أن تكون اليوم في خطابه في «متحف إسرائيل». من جانبه، صرح وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون للصحافيين على متن طائرة الرئيس أمس، بأن اجتماعاً ثلاثياً بين ترامب ونتانياهو وعباس سيتحدد «في موعد لاحق» وليس خلال هذه الزيارة. وانتظر الإسرائيليون بفارغ الصبر سماع تصريح من ترامب في شأن تصوره حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي بعد ساعات من وصوله إسرائيل وتأكيده أنه لمس خلال زيارته المملكة العربية السعودية رغبة حقيقية لدى الدول العربية بتحقيق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وكان ترامب أكد لدى وصوله إسرائيل أن ثمة «فرصة نادرة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام لهذه المنطقة ولشعوبها وهزيمة الإرهاب وبناء مستقبل يسوده الانسجام والرخاء والسلام، لكن لا يمكن أن يتحقق ذلك سوى بالعمل معاً. ما من سبيل آخر». وقال ترامب للصحافيين القريبين منه إنه نصير متحمس لإسرائيل منذ زمن بعيد، وأنه تشرَّف بزيارة «حائط المبكى» (البراق)، مضيفاً أنه قضى يومين رائعين في السعودية «حيث تحدثنا بشدة عن إيران التي استدعت جهات كثيرة للتكتل معاً ضدها». من جهته، حيّا نتانياهو الرئيس ترامب على موقفه «الحاسم والواضح» من إيران وتماهيه مع موقف إسرائيل المعارض الاتفاق النووي بين الدول الست وإيران، وعلى سعيه إلى المصالحة بين إسرائيل والفلسطينيين. ورد ترامب بأن الإدارة الأميركية السابقة أعطت إيران «صفقة غير عادية وهذا أمر لا يصدق... منحناهم إمكان مواصلة الإرهاب... لكن صدقني، إيران لن تملك ذات مرة سلاحاً نووياً... أعدك بذلك». وكان ترامب زار كنيسة القيامة في البلدة القديمة في القدسالمحتلة، كما قام بزيارة، هي الأولى لرئيس أميركي خلال توليه منصبه، إلى حائط المبكى (البراق) حيث ارتدى القلنسوة اليهودية، وصلى أمام الحائط قبل أن يضع قصاصة ورق صغيرة في أحد شقوقه، وذلك من دون أي مرافقة رسمية إسرائيلية، على أساس أن الحائط يقع في منطقة محتلة، وهي مسألة أثارت جدلاً في إسرائيل التي تعتبر القدس عاصمتها.