أعلن رئيس لجنة الاستفتاء في جنوب السودان شان مادوت ان نحو 4 ملايين شخص سجلوا أسماءهم للاستفتاء على مصير جنوب السودان، مؤكداً ان لجنته أصبحت مستعدة تماماً للاستفتاء في الوقت المحدد الأحد المقبل. وفيما حمّل زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي نظام الرئيس عمر البشير مسؤولية انفصال الجنوب، واتهمه برفع شعار تطبيق الشريعة الإسلامية لتعزيز الاستبداد وتغطية فشله في الحكم، توعدت الحكومة السودانية المعارضة في حال خروجها إلى الشارع خلال فترة إجراء الاستفتاء، واتهمتها بالتخطيط لإثارة «فتن وقلاقل» في البلاد. ووجّه المهدي انتقادات حادة الى الرئيس السوداني، وتوقع ان يمضي الجنوب نحو الاستقلال ونشوء دولة معادية للشمال بسبب سياسات نظام البشير الذي يدعم تيارات تدعو الى التطهير العرقي والبغضاء بين الشمال والجنوب وتيارات دينية تكفر الانفصال والجنوبيين، وحذر من ان هذا الأمر سيقود الى مواجهة بين الجانبين، لافتاً الى ان دارفور تحترق في حين ان «الحكومة تلعب بالنار». وحمّل زعيم حزب الأمة البشير مسؤولية التدخل الاجنبي في شؤون السودان والتفريط في سيادته، مشيراً الى انتشار نحو 30 ألف جندي اجنبي في بعثتي حفظ السلام في جنوب البلاد ودارفور، وحذر من ان السياسات التي تبناها الحزب الحاكم ستقود الى مواجهات ليس فقط في دارفور، بل أيضاً في منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق، اللتين يشملهما اتفاق السلام. ورأى المهدي ان لا مخرج من المخاطر التي تواجه البلاد ومحاولة «انقاذ السفينة من الغرق» الا عبر تبني برنامج وطني يشمل إقرار دستور ديموقراطي يعترف بالتنوع والتعدد في البلاد، وكفالة الحريات، وتسوية أزمة دارفور، وعلاقة واقعية مع الاسرة الدولية، ومعاهدة جديدة بين الشمال والجنوب. وحذر الحزب الحاكم من انه في حال لم يوافق على تشكيل حكومة قومية لتنفيذ البرنامج الوطني بحلول 26 كانون الثاني (يناير) الجاري، فسيواجه باستخدام الجهاد المدني و»القوة الناعمة» لإطاحته. ويأتي تحذير المهدي بعد تصريحات مماثلة للأمين العام لحزب «المؤتمر الشعبي» المعارض الدكتور حسن الترابي أول من أمس الذي أعلن أن حزبه وبقية أحزاب المعارضة اتفقت على اطاحة نظام البشير، مشدداً على أن الشعب لا بد من أن يقوم بالتغيير بانتفاضة شعبية. أما في مدينة جوبا، عاصمة جنوب السودان، فقد انتشر مئات من عناصر الشرطة، خصوصاً في محيط ضريح مؤسس «الحركة الشعبية لتحرير السودان» جون قرنق، حيث يُلقي الرئيس البشير كلمة للجنوبيين صباح اليوم، يُتوقع أن تكون الأخيرة في ظل السودان الموحد. وعلى رغم أن حكومة الجنوب دعت مواطنيها والبعثات الديبلوماسية إلى الخروج لاستقبال البشير، مشيدة بتعهد الأخير قبول خيار الانفصال، إلا أن الأجواء في الشارع الجنوبي المتأهب للانفصال بدت غير مرحبة بالزيارة التي يرتقب أن يدعو خلالها الرئيس السوداني إلى دعم خيار الوحدة. وعند المدخل الرخامي الفخم للضريح، الذي يبدو غريباً عن محيطه حيث تنتشر منازل ومتاجر من طابق واحد بُني معظمها من الطين والقش، نُصبت لافتة تحمل توقيع «جرحى الحرب وأرامل ضحاياها» تدعو الجنوبيين إلى التصويت للانفصال. وكان رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت ناشد أمس مواطنيه، خصوصاً في جوبا «الخروج بأعداد كبيرة لمنح ترحيب مدو» للبشير الذي «سيكون أول ضيوفنا في العام الجديد».