انفجرت قنبلة لدى عبور موكب عبدالغفور حيدري، نائب رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني، قرب جامع ببلدة ماستونغ التي تبعد مسافة 50 كيلومتراً من كويتا عاصمة إقليم بلوشستان (جنوب غرب)، ما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة في مقابل مقتل 25 شخصاً على الأقل بينهم سائقه. وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم الذي قال إن «انتحارياً ارتدى سترة ناسفة نفذه»، فيما عرضت محطات تلفزيونية لقطات لسيارة دمرها الانفجار الذي حصد أيضاً 25 جريحاً بينهم 10 في خطر. وفي المستشفى، قال حيدري، العضو في حزب «جمعية علماء الإسلام» الذي يشارك في الحكومة الائتلافية لنواز شريف: «وقع الانفجار حين كان موكبي متجهاً إلى ماستونغ، وسقط ضحايا كثيرون لأن الموكب كان كبيراً». ورجح غضنفر علي شاه، المسؤول في شرطة ماستونغ، تنفيذ انتحاري الهجوم، علماً أن متشددين انفصاليين في بلوشستان يشنون منذ عقود حملة ضد الحكومة المركزية للمطالبة بنصيب أكبر من ثروات الإقليم الغني بالغاز. كما تنشط حركة «طالبان باكستان» ومتشددون إسلاميون آخرون في الإقليم المحاذي للحدود مع أفغانستان وإيران، والذي استهدفته سلسلة هجمات نهاية العام الماضي خلّفت أكثر من 180 قتيلاً، ما أثار مخاوف من تنامي وجود المتشددين. وكان الأمن تحسن في باكستان منذ بدء حملة على التشدد في 2014، لكن موجة هجمات جديدة أسفرت عن أكثر من مئة قتيل في شباط (فبراير) الماضي زادت الضغوط على حكومة شريف. على صعيد آخر، توقع دان كوتس، مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ استمرار تدهور الوضع الأمني في أفغانستان حتى إذا زاد الدعم العسكري الأميركي، وهو ما تدرسه حالياً إدارة الرئيس دونالد ترامب. وطالب كوتس بأن «يعمل المدربون العسكريون الأميركيون مع الجنود الأفغان في مناطق أقرب إلى خط الجبهة، وما لم تتم زيادة عددهم وتعزيز عمليات جمع المعلومات والاستطلاع». وأضاف: «ستواجه باكستان صعوبة في خفض اعتمادها على المجتمع الدولي إذا لم تستطع احتواء التمرد أو تتوصل إلى اتفاق سلام مع طالبان». وأشارت تقديرات عسكرية أميركية هذه السنة إلى أن وحدات الجيش الأفغاني «تنسحب، أو تجبر أحياناً على التخلي عن قواعد متناثرة أو ريفية، وأن سيطرتها أو تأثيرها يشملان مساحة 57 في المئة فقط من البلاد».