تتحول الساحات المؤدية إلى مساجد المنطقة الشرقية، في يوم الجمعة إلى سوق تجارية، تباع فيها مختلف أنواع الفواكه والخضراوات، وحتى الملابس، والعطور، والأحذية، والعسل. ولم يجد بعض التجار الجائلين غضاضة في عرض أجهزة كهربائية أمام المصلين بعد خروجهم من أداء الصلاة. ويتهافت الباعة الجائلون على حجز أماكن مميزة أمام ساحات المساجد، قبل وقت الصلاة بساعات، حرصاً منهم على أن تكون بضاعتهم أمام بوابة المسجد الرئيسة، لجذب انتباه المصلين. وتزداد المعروضات، ويتزاحم الباعة أمام المساجد الكبرى، التي تحظى بأكبر عدد من المصلين، حيث تزداد المبيعات. وينتمي الباعة إلى جنسيات مختلفة، كاختلاف بضائعهم، إلا أن الغالبية العظمى منهم أجانب، يحترفون البيع الجائل، فيما يستغل القسم الآخر يوم الجمعة، والذي يكون في العادة إجازة لمعظم الشركات، في البيع، رغبة منهم في الحصول على دخل إضافي، واستغلال يوم الإجازة في كسب الأموال. ويؤكد أحد الباعة في حديثه مع «الحياة»، حرصه في كل يوم جمعة على عرض بضاعته من الخضراوات، التي يحاول بيعها بأسعار «رخيصة»، مشيراً إلى أن غالبية المصلين «يشترون من الباعة أمام المساجد، لتوفير مشقة الذهاب الى أسواق الخضار، والتي تكون عادة مزدحمة في مثل هذه الأوقات»، مؤكداً على أنه يحرص على القدوم «مبكراً، لحجز مكان مميز لعرض بضاعتي» بحسب قوله. ويشير بائع آسيوي، إلى انه يبيع العطور الرجالية من الماركات «العالمية المقلدة»، معتبراً الجمعة «يوماً يمثل الخير للجميع». ويذكر أنه في بعض الجمع تصل حجم مبيعاته الى «أكثر من 400 ريال خلال ساعتين»، مبيناً أن بعض الأشخاص «لا يستطيع شراء العطورات الغالية، ويجدها هنا في متناول يديه بأقل الأسعار». كما يذكر أنه يعطي أحياناً رقم هاتفه «الموبايل» إلى أشخاص يبحثون عنه كل يوم جمعة، للشراء. ويقول بائع آخر (عربي)، يعرض الملابس والكماليات الرجالية بأنواعها: «اختار المساجد التي تكون في الأحياء الشعبية، التي يقطنها أصحاب الدخل المحدود، الذين يتهافتون على شراء جميع حاجياتهم وأطفالهم، والتي لا تكلفهم مبالغ مالية كبيرة، ولا ترهقهم موازناتهم». وأضاف أن «الجمعة هو يوم إجازة، وفي العادة لا تعمل فيه الجهات الرقابية مثل الأمانة والبلديات، ويكون الجميع مشغولاً بالاستعداد للصلاة، ولذلك لا يقومون بأي إجراءات ضد الباعة». وأشار إلى أن معظم الباعة «يعلمون بهذا الأمر. كما انه في حال صادف أن وجدت حملة تفتيش للبلدية، فإن للرفق في هذا اليوم المبارك دور، وتكون القلوب أقرب إلى اللين منها إلى الحزم». وحول جودة السلع التي تباع، قال: «إن الباعة يعرضون بضائعهم، والمشتري هو من يقرر، وبخاصة أنه يرى البضاعة ويفحصها قبل البيع، وهو الملام في الأول والأخير، إلا في حالات قليلة مثل العطور أو العسل المغشوش، وهذه حالات قليلة ولا تكاد تحصى». الأمانة: الرقابة ليست غائبة بدوره، قال الناطق الإعلامي لأمانة المنطقة الشرقية حسين البلوشي، ل «الحياة»: «إن هؤلاء الباعة يرتكبون مخالفات صريحة، وأن الأمانة تقوم بعمل حملات مفاجئة بين فترة وأخرى، ويتم خلالها تحرير مخالفات ضدهم، وتطبيق غرامات عليهم بحسب لائحة الجزاءات والغرامات المتبعة في البلديات». وأوضح أنهم «محترفون في عمليات البيع»، لافتاً إلى أنهم يقومون «بتغيير أماكنهم بين فترة وأخرى، بغرض الابتعاد عن عيون فرق البلدية، حتى لا تصادر بضائعهم، ولا يتعرضون إلى مخالفات».