أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب محادثة هاتفية «جيدة جداً» مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تخللها البحث في «المناطق الآمنة» في سورية وتأكيد المشاركة الأميركية في مؤتمر آستانة الرابع الذي يحضره مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ستيوارت جونز بعدما كانت المشاركة في الجولات السابقة على مستوى السفير في كازاخستان. وأكد البيت الأبيض ليل الثلثاء - الأربعاء أن ترامب وبوتين «اتفقا على أن المعاناة في سورية طالت وامتدت كثيراً وعلى الجميع فعل ما يمكن لإنهاء العنف». ووصف البيان المكالمة الهاتفية بين الزعيمين بأنها كانت «جدية جداً وتضمنت البحث في إنشاء مناطق آمنة أو تخفيف (حدّة) النزاع والوصول إلى سلام دائم والمساعدة إنسانياً في سورية». وأكد البيت الأبيض أن واشنطن ستشارك في لقاء آستانة الرابع حول الأزمة هذا الأسبوع للبحث في وقف النار في سورية. وكان اتصال ترامب ببوتين لحق اتصال وزير الخارجية ريكس تيلرسون بنظيره الروسي سيرغي لافروف بداية الأسبوع. وأكدت مصادر في الخارجية الأميركية ل «الحياة» أن جونز سيشارك في لقاءات آستانة ومعه ماكسويل مارتن نائب المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية مايكل راتني الذي سيبقى في واشنطن لمتابعة لقاء ترامب بالوفد الفلسطيني ورئيسه محمود عباس. وتأتي اللهجة الإيجابية الأميركية حول التعاون مع روسيا في سورية بعد اقتراح موسكو إنشاء مناطق لتخفيف التصعيد في البلاد تشمل - وفق تقارير إعلامية سربت الوثيقة الروسية - محافظة إدلب، وشمال حمص، والغوطة الشرقية، وجنوب سورية بهدف ووضع حد فوري للعنف، وتحسين الحالة الإنسانية، و «تهيئة الظروف المواتية للنهوض بالتسوية السياسية للنزاع المسلح الداخلي في الجمهورية العربية السورية». إلا أن مراقبين شككوا في قبول حكومة دمشق مثل هذه الاقتراحات، وقالوا أن اللهجة الإيجابية بين ترامب وبوتين تُعبّر عن إمكان تحسين العلاقة بين موسكووواشنطن، لكنها لا تعني تحقيق اختراق جوهري في سورية. وكانت المرشحة السابقة هيلاري كلينتون تساءلت في تصريحات أول من أمس عن «نوع من الصفقة في الكواليس بين ترامب وروسيا قبل الضربة العسكرية (الأميركية) في سورية» (رداً على الهجوم الكيماوي في خان شيخون)، مضيفة أنه تجب معرفة تفاصيل هذه الصفقة المزعومة قبل تأييدها.