استُشهد ضابط في الجيش المصري في مدينة العريش في شمال سيناء، في وقت قتل الجيش «تكفيريين» خلال مداهمة إحدى البؤر الإرهابية، فيما أشادت دار الافتاء بتحالف قبائل سيناء مع القوات المسلحة ضد التكفيريين، واعتبرها «خطوة وطنية» على طريق القضاء على حلم «داعش» بإقامة ولاية في سيناء. وقالت مصادر طبية وشهود عيان في العريش إن مسلحين مجهولين استهدفوا تمركزاً أمنياً على الطريق الدائري جنوبالعريش، ما أسفر عن مقتل ضابط برتبة نقيب وجرح جندي بإصابات بالغة. وأوضحت مصادر أمنية أن حملة استهدفت معاقل المسلحين في مناطق جنوب غربي العريش سُمعت خلالها أصوات طلقات من العيار الثقيل، وسط انقطاع شبكات الاتصالات في المنطقة. وتُوفيّ جندي كان أصيب في هجوم استهدفه قبل 10 أيام، حيث خضع لجراحة في محاولة لإنقاذ حياته، لكنه تُوفيّ في المستشفى. وقال المتحدث باسم الجيش العقيد تامر الرفاعي، إن القوات المسلحة تواصل مداهمة وتمشيط البؤر الإرهابية وملاحقة العناصر التكفيرية في شمال سيناء، لافتاً إلى أنه أثناء قيام إحدى الدوريات في الجيش الثاني الميداني بأعمال التأمين تم الاشتباه في عنصرين من «العناصر الإرهابية» أثناء تحركهما بهدف مراقبة القوات، وخلال تبادل إطلاق النيران تم قتلهما، وعثر بحوزتهما على بندقيتين آليتين و 10 مخازن وكمية من الذخيرة وقنبلتين هجوميتين وحزام ناسف. وشيّع آلاف من أهالي محافظة الدقهلية في الدلتا جثمان الضابط الذي استشهد في العريش مساء أول من أمس، وسط هتافات ضد جماعة «الإخوان المسلمين» والتنظيمات المسلحة. وتقدمت قيادات عسكرية وأمنية وتنفيذية الجنازة. وأشار المتحدث العسكري إلى أن قوات الجيش الثالث الميداني نفذت مداهمات في وسط سيناء، أسفرت عن ضبط 12 مشتبهاً في تنفيذ عمليات إرهابية ودعم العناصر التكفيرية، وضبط سيارتين محملتين بمحركين لقارب ومواد إعاشة لدعم العناصر التكفيرية، وتم حرق وتدمير 6 بؤر و4 دراجات بخارية خاصة بالعناصر التكفيرية. في غضون ذلك، قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية إن تحالف قبائل سيناء ضد التكفيريين والتعاون بينهم وبين رجال القوات المسلحة من أجل مساندة قوات إنفاذ القانون في مواجهة الإرهاب في سيناء هو خطوة على طريق القضاء على حلم «داعش» بإقامة ولاية في سيناء، واصفاً هذه الخطوة بالوطنية. وتقود قبيلة «الترابين» في شمال سيناء مساعي من أجل تشكيل تحالف قبليّ ضد المسلحين في المحافظة، بعد أن أقدم المسلحون على قتل عشرات من أبناء القبائل بدعوى تعاونهم من الأمن، فضلاً عن ممارسات خطف شيوخ وقيادات قبلية. وثمن مرصد الإفتاء إعلان مجموعة من قبائل سيناء الانضمام إلى تحالف مواجهة الإرهاب والجماعات المتطرفة في سيناء، وتصفية عناصر التنظيم في كل ربوعها. وأكد أهمية مثل هذه التحالفات القبلية «لتجفيف منابع الإرهاب والقضاء على السيطرة المزعومة للإرهابيين على مناطق في سيناء»، لافتاً إلى أن «الجماعات الإرهابية كانت وضعت استراتيجيات بعيدة المدى من وقت مبكر في عامي 2010 و2011، لأجل السيطرة على المناطق الحدودية في الدول لإقامة إمارات إسلامية، تمهيداً لإقامة دولة الخلافة الإسلامية، كما يزعمون». وأشار المرصد إلى أنه في العام 2011 نشر قيادي في تنظيم «القاعدة» كتاب «المذكرات الاستراتيجية» شرح فيه هذه الاستراتيجية ومحاولة التنظيمات الإرهابية السيطرة على المناطق الحدودية مستغلة الأوضاع التي تعرّض لها العالم العربي في العام 2011. وأكد المرصد أن هذه التوجهات تؤكد حرص التنظيمات على بقاء هذه المناطق مشتعلة بالصراعات والتفجيرات طيلة الوقت، لافتاً إلى أن نجاح العمليات العسكرية للجيش إلى جانب تعاون القبائل سيقضي بصورة كبيرة على ما تطمح إليه هذه التنظيمات. وأوضح أن «دخول القبائل إلى جانب الجيش في هذه المكافحة له أهمية كبيرة، لأن الكثير من هذه التنظيمات ينتشر في المناطق السكنية وبين أهالي سيناء، ما يعيق حركة الأجهزة الأمنية في مواجهة هذه التنظيمات، وبالتالي فإن تعاون القبائل مع الجيش في هذا الأمر يكشف هذه التنظيمات ويكشف عن أماكن وجود عناصرها، ويقضي على وسيلة دفاعية كانت تعطي لهذه التنظيمات مزيداً من الحياة لصعوبة تعامل الأمن مع المناطق المأهولة بالسكان، خشية إيقاع ضحايا من المدنيين». وأكد تقرير مرصد الإفتاء أن هذه الخطوة تدل على أن عبء مكافحة هذه التنظيمات لا يقع على عاتق الجيش والمؤسسات الأمنية وحدها، إذ لا بد من تعاون الجميع للقضاء على هذا الخطر الداهم الذي يهدد المجتمع كلَّه. وطالب جميع القبائل بالانضمام إلى مثل هذه التحالفات التي تساهم بصورة كبيرة في تقليص المساحات التي يوجد بها أعضاء التنظيم، ويكشفهم لقوات الأمن، ويقضي على جميع الاستراتيجيات التي تم التخطيط لها في الماضي للنيل من الدولة المصرية.