حققت قوات «الحشد الشعبي» تقدماً سريعاً في اتجاه الحضر (80 كلم جنوب الموصل) بعد تحرير قرى عدة قريبة منها، وأعلنت في اليوم الثاني لعملية «محمد رسول الله» أنها على مشارف المدينة، وتهدف الحملة الى قطع عقدة مواصلات مهمة يستخدمها «داعش» تربط الموصل بمحافظات صلاح الدين والأنبار عبر الصحراء الصينية. وأعلن «الحشد» في بيان أمس أن «قطعات المحور الجنوبي تمكنت من تحرير قريتي ام كريز وغانم العواد جنوب الحضر، فيما حررت قطعات المحور الشمالي قرية هراج شمالاً»، وزاد: «بعد يومين على عمليات محمد رسول الله تم تضبيق الخناق على الإرهابيين داخل المدينة من كل الجهات وسط هروب الدواعش نحو عمق الصحراء». وأكد «إجلاء نحو 2500 مدني، كما تم اليوم (أمس) تحرير قريتي سعدان والسعيدية من الجهة الشرقية، وكذلك مخازن العتاد القديمة والمخازن الثانية، والوصول إلى مشارف المدينة الأثرية شمالاً واقتحام أول أحياء الأحياء، وتم تفجير العديد من العجلات المفخخة وقتل العشرات من الدواعش بينهم 18 انتحارياً، وتمكنت قواتنا من صد تعرّض شنه داعش الإرهابي على منطقة تل غزالة قرب الموصل بعد محاولة فاشلة لاستخدام غاز الكلور، وصدت هجوماً ثانياً من تل حاجم لقطع الطريق الرابط بين تل عبطة وتلعفر». وكان «الحشد» أعلن سيطرته على 12 قرية بعد ساعات من إطلاق عملية واسعة النطاق، في إطار حملة التحرير، فيما زالت مدينتا تلعفر والبعاج من الجهة الشمالية في اتجاه الحدود مع سورية خارج السيطرة. وأفاد القيادي في الحشد كريم النوري بأن «أهمية الحضر تكمن في كونها نقطة ربط بين ثلاث محافظات وتعتبر مقراً بديلاً لداعش القادم من سورية، فضلاً عن أهمية السيطرة على الصحراء القريبة من الحدود»، وعزا «رفض توفير غطاء جوي أميركي للحشد تجنباً للضربات الخاطئة التي تستهدفه». وقال نائب رئيس «هيئة الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس إن «قضاء الحضر أحد المعاقل الرئيسة المتبقية لداعش، بعد أن تمت محاصرته في الموصل وتلعفر»، مشيراً الى أن «هذه المنطقة تؤثر في القطعات الأمنية في الجنوب باتجاه بيجي وتعتبر خط وصل للعدو بين القيروان والبعاج مع سورية وراوة وحديثة من الجهة الغربية والجنوبية» مؤكداً أن «تحريرها سيخفف الضغط عن قطعاتنا الأمنية ويؤمن طريق الموصل وصينية بيجي شمال صلاح الدين». وفي الجانب الأيمن من الموصل، يخوض جهاز «مكافحة الإرهاب» اشتباكات عنيفة بالقرب من مقبرة وادي عكاب بعد أن سيطر على حي التنك المجاور، وهو أكبر أحياء المنطقة، في وقت تواجه قوات الشرطة الاتحادية مقاومة عنيفة حول مسجد النوري، وسط المدينة القديمة. وقال الفريق الركن عبد الغني الأسدي، قائد جهاز مكافحة الارهاب إن «قواتنا تلجأ إلى الحصار والتطويق لدفع الإرهابيين إلى الخروج من الموصل القديمة تجنباً لوقوع خسائر بين المدنيين المحاصرين» (رويترز)، لأن «معظم المنازل عتيقة والشوارع والأزقة ضيقة للغاية، والوحدات تتجنب الاشتباك في مواقع يحتجز فيها داعش المدنيين، لكن هذا لا يعني الامتناع عن توجيه ضربات دقيقة». وأفادت «خلية الإعلام الحربي» التابعة لقيادة العمليات المشتركة في بيان بأنه «استناداً الى معلومات وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية، وجه صقور القوة الجوية ضربات أسفرت عن تفجير عجلتين مفخختين تابعتين لعصابات داعش الإرهابية وقتل 5 ارهابيين وإسكات رشاش عيار 14،5 ملم في حي الزنجيلي وتدمير عجلتين وقتل من فيهما وهم يحملون جنسيات أجنبية وأتوا من سورية قرية مركب الطير قرب البعاج. وتم تفجير وكر بالكامل وإعطاب وحرق عجلتين كانتا قربه وكذلك إعطاب كل الأسلحة الساندة وصناديق العتاد التي كانت في داخله وقتل 11 إرهابياً في قرية فواز حزام قرب وادي الصفا، وتدمير وطمر نفق كان وكراً لعصابات داعش الإرهابية ومركز اتصالات وكذلك حرق عدد من الطائرات المسيرة».