صرح مصدر طبي في بنغازي أمس، بأن ضربة جوية أصابت سجناً وتسببت في سقوط خمسة قتلى في مدينة سبها في جنوب ليبيا، حيث تتقاتل فصائل مسلحة على امتداد طريق استراتيجي يمتد من المنطقة الحدودية الجنوبية إلى العاصمة طرابلس. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الضربة، لكن سبق أن تعرضت قوات موالية للحكومة المدعومة من الأممالمتحدة في طرابلس وتسيطر على قاعدة جوية في الصحراء هناك، لهجوم جوي من فصائل منافسة موالية للقائد العسكري في شرق البلاد خليفة حفتر. وذكر المصدر أن حارسين وثلاثة سجناء لقوا مصرعهم في الضربة التي أصابت السجن في ساعة مبكرة امس، وأن أربعة آخرين أصيبوا بجروح. وتتصارع قوى الأمر الواقع في ليبيا لبسط السيطرة على قاعدة تمنهنت الجوية الواقعة على بعد 30 كيلومتراً شمال شرقي سبها. ومن المحتمل أن يتحول القتال إلى أول مواجهة كبرى بين القوات الموالية ل «حكومة الوفاق الوطني» و «الجيش الوطني الليبي» بقيادة حفتر. ويتحالف حفتر مع برلمان سابق وحكومة سابقة في شرق البلاد كانتا قد أعلنتا رفضهما لحكومة الوفاق الوطني منذ وصولها إلى العاصمة طرابلس في أقصى غرب البلاد قبل أكثر من سنة، في إطار جهود الأممالمتحدة الرامية لاستقرار ليبيا. وعملت قواته على توسيع نفوذها ليصل إلى الساحل الليبي الأوسط على البحر الأبيض المتوسط وجنوباً إلى منطقتي الجفرة وسبها الصحراويتين. ويقول حفتر إن الجيش الوطني الليبي يسعى للسيطرة على طرابلس، لكن بعض المحللين شككوا في قدرة قواته على ذلك. وتسيطر على تمنهنت قوة من مصراتة، وهي مدينة في غرب البلاد معروفة بقوتها العسكرية، تدعم «حكومة الوفاق». ومنذ عام 2014، خاضت تحالفات عسكرية فضفاضة في شرق ليبيا وغربها صراعات على فترات متقطعة، كما واجهت «حكومة الوفاق» صعوبات في فرض سيطرتها حتى داخل طرابلس حيث تنشط فصائل عسكرية متنافسة. على صعيد آخر، أمرت المحكمة الجنائية الدولية الإثنين، باعتقال الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الليبي التهامي محمد خالد، كونه مشبوهاً بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لدوره في قمع المعارضة إبان حكم العقيد معمر القذافي. وأوردت المحكمة في بيان أن القضاة أقروا المذكرة الصادرة في 2013 بحق التهامي في تهم منها التعذيب والاضطهاد وذلك بناء على طلب من المدعية العامة للمحكمة فاتو بنسودا.