صرح مصدر طبي اليوم (الثلثاء) بأن ضربة جوية أصابت سجناً وتسببت في سقوط خمسة قتلى في مدينة سبها جنوب ليبيا حيث تتقاتل فصائل مسلحة على امتداد طريق استراتيجي يمتد من المنطقة الحدودية الجنوبية إلى العاصمة طرابلس. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الضربة لكن سبق أن تعرضت قوات موالية للحكومة المدعومة من الأممالمتحدة في طرابلس وتسيطر على قاعدة جوية في الصحراء هناك إلى هجوم جوي من فصائل منافسة موالية للقائد العسكري في شرق البلاد خليفة حفتر. وذكر المصدر أن حارسين وثلاثة سجناء لقوا مصرعهم في الضربة التي أصابت السجن في ساعة مبكرة اليوم وأن أربعة أصيبوا. وانزلقت الدولة الواقعة في شمال أفريقيا وعضو «منظمة البلدان المصدرة للنفط» (أوبك) إلى حال من الفوضى في أعقاب حرب أهلية في 2011 أنهت حكم معمر القذافي. وابتليت ليبيا منذ ذلك الحين باقتتال بين قادة سياسيين متنافسين يدعم كل منهم فصيل عسكري موال له. ويصر كل طرف على شرعيته. ويركز خط الجبهة الجنوبي على بسط السيطرة على قاعدة «تمنهنت» الجوية الواقعة على بعد 30 كيلومتراً شمال شرقي سبها. ومن المحتمل أن يتحول القتال إلى أول مواجهة كبرى بين القوات الموالية لحكومة «الوفاق الوطني» و«الجيش الوطني الليبي» بقيادة حفتر. ويتحالف حفتر مع برلمان سابق وحكومة سابقة في شرق البلاد كانتا أعلنتا رفضهما لحكومة «الوفاق الوطني» منذ وصولها إلى العاصمة طرابلس في أقصى غرب البلاد قبل أكثر من عام في إطار جهود الأممالمتحدة الرامية لاستقرار ليبيا. وعملت قواته على توسيع نفوذها ليصل إلى الساحل الليبي الأوسط على البحر المتوسط وجنوباً إلى منطقتي الجفرة وسبها الصحراويتين. ويقول حفتر إن «الجيش الوطني الليبي» يسعى إلى السيطرة على طرابلس لكن بعض المحللين شككوا في قدرة قواته على ذلك. وتسيطر على «تمنهنت» قوة من مصراتة، وهي مدينة في غرب البلاد معروفة بقوتها العسكرية، تدعم حكومة «الوفاق». ومنذ العام 2014 خاضت تحالفات عسكرية فضفاضة في شرق ليبيا وغربها صراعات على فترات متقطعة كما واجهت حكومة «الوفاق الوطني» صعوبات في فرض سيطرتها حتى داخل طرابلس حيث تنشط فصائل عسكرية متنافسة.