في تحدٍّ جديد لسلطات الأمن الباكستانية، نفذت «جماعة الأحرار» التابعة لحركة «طالبان باكستان» والتي يعتقد أن قيادتها موجودة في الأراضي الأفغانية، تفجيراً انتحارياً استهدف سوقاً في باراتشنار عاصمة إقليم كورام القبلي (شمال غرب) والمحاذية للحدود مع أفغانستان، وأسفر على الأقل عن 22 قتيلاً و70 جريحاً. وقال ساجد حسين، وهو نائب من باراتشنار إن إطلاق نار سبق الانفجار الذي وصفه بأنه «هجوم إرهابي يبدو أنه استهدف مصلى للنساء في منطقة مزدحمة». وتعتبر باراتشنار مركزاً مهماً للشيعة في باكستان، ويتم فيها تجنيد مسلحي منتسبي «لواء زينبيون» الشيعي الباكستاني الذين يقاتلون إلى جانب القوات النظامية السورية ضد المعارضة المسلحة. وهي الوحيدة بين مناطق القبائل الباكستانية المحاذية للحدود مع أفغانستان التي ترتبط بعلاقات قوية مع كابول والقوات الأميركية المنتشرة في أفغانستان. إلى ذلك، دان رئيس الوزراء نواز شريف الهجوم، مؤكداً أن الحكومة «ستواصل جهود القضاء على خطر الإرهاب». وزاد: «فككنا فعلاً شبكة الإرهابيين، ومن واجبنا الوطني مواصلة هذه الحرب حتى القضاء على آفة الإرهاب في أرضنا». وتبنت «جماعة الأحرار» التفجير في شريط فيديو، مشيرة إلى أنها استهدفت حسينية في المدينة التي تقطنها غالبية من الأقلية الشيعية، مشيرة إلى أن الهجوم «هو جزء من عملية غازي»، تيمناً باسم زعيم إسلامي متطرف قتلته القوات الباكستانية عام 2007. وكانت الجماعة وتنظيم «داعش» نفذتا في الأسابيع الأخيرة سلسلة تفجيرات خلّفت حوالى 130 قتيلاً في لاهور وبيشاور وسيهوان ومناطق أخرى، ما زاد التوتر بين باكستانوأفغانستان اللتين تبادلتا الاتهامات بإيواء كل منهما جماعات مسلحة مناهضة للأخرى، ودفع الجيش الباكستاني إلى إغلاق الحدود مع أفغانستان لأسابيع، سواء لمرور مواطني الدولتين أو لمرور بضائع بينهما. وباشر الجيش الباكستاني قبل أكثر من أسبوع وضع أسلاك شائكة على طول الحدود مع أفغانستان للتقليل من عمليات تسلل المسلحين بين البلدين. ولقيت الخطوة الباكستانية انتقادات في شكل خاص من الجانب الأفغاني الذي لا يعترف بخط ديوراند الفاصل بين البلدين كحدود دولية مع باكستان. وفيما يرجح أن يزيد الانفجار الجديد حدة التوتر الطائفي في باكستان، والمرتبط أيضاً بتنفيذ تنظيم عسكر «جنقوي» تفجيرات وعمليات مسلحة ضد الشيعة في الأسابيع الأخيرة، اتهم سكان في باراتشنار القوات الحكومية في المنطقة بإطلاق النار على محتجين على الانفجار. كما اتهم قادة شيعة قوات الأمن بالإهمال وغض الطرف عن مسلحين في منطقة القبائل (شمال غرب)، ما سمح بوصولهم إلى باراتشنار، وتنفيذ هجوم انتحاري فيها. على صعيد آخر، صرح وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس في لندن، بأن «الولاياتالمتحدة قلقة من تزايد نشاط روسيا في أفغانستان، وتعاملها مع مقاتلي حركة طالبان»، وزاد: «لم يظهر ذلك في توفير موارد أو أسلحة، لكن الأكيد أن نشاطاتهم هناك مقلقة»، من دون أن يؤكد إذا كان سيوصي بزيادة عدد القوات الأميركية في أفغانستان.