قتل 14 شخصاً على الأقل وجرح 25 آخرون في تفجير نفذه انتحاري داخل مسجد في مركز للأقلية الشيعية بحي غولشان كولوني في ضواحي مدينة بيشاور شمال غربي باكستان، القريبة من معاقل متمردي حركة «طالبان باكستان» في منطقة القبائل (شمال غرب) المحاذية للحدود مع أفغانستان، كما قتل مسلحان بتبادل للنار مع رجال شرطة نفذوا دورية في المدينة ذاتها. وأعلنت الشرطة أن «الانتحاري وصل راجلاً وأطلق النار على شرطيين يحرسون المسجد، ثم دخل إلى قاعة الصلاة وفجر نفسه بين المصلين». وشهد العنف الطائفي الذي يستهدف الأقلية الشيعية في باكستان تصعيداً كبيراً خلال السنوات الماضية، وقتل 25 شخصاً من هذه الأقلية في هجوم شن في كويتا (جنوب غرب) الأسبوع الماضي، وتبناه تنظيم «عسكر جنقوي» المتطرف السني المتحالف مع تنظيم «القاعدة» والذي نفذ هجمات عدة ضد الأقلية الشيعية. وخلال جلسة عقدها مجلس الأمن لمناقشة الوضع في أفغانستان، تبادل المندوب الأفغاني ظاهر تانين ونظيره الباكستاني مسعود خان الاتهامات في شأن مواقع تمركز الإسلاميين المتطرفين في منطقة القبائل الحدودية بين البلدين، فيما وصفت الأممالمتحدة تصاعد التوتر بين الجارتين بأنه «مؤسف وخطير». وقال المندوب الأفغاني: «لا تزال توجد ملاذات إرهابية على أرض باكستان، ويواصل بعض العناصر استخدام الإرهاب في السياسة الخارجية». وردَّ المندوب الباكستاني بأن «الإرهابيين ينشطون على جانبي الحدود غير المضبوطة، وتتعرض باكستان لهجمات كثيرة جرى تخطيطها في أفغانستان، لذا يجب فرض رقابة مشددة على الحدود». وتابع: «أرفض بالكامل كلام السفير تانين، وأعتقد بأنه لم يوفّق في إثارة مسائل الحدود أمام مجلس الأمن، في وقت تتباحث كابول وإسلام آباد بالفعل عبر قنوات أخرى». واتهم خان الرئيس الأفغاني حميد كارزاي بتصعيد التوتر. واتسم دور باكستان خلال الحرب الدائرة في افغانستان منذ 12 سنة بالغموض، وهي تملك تاريخاً طويلاً في دعم «طالبان» الأفغانية لمحاولة الرد على نفوذ جارتها الهند. في كراتشي، قتل 15 شخصاً على الأقل بينهم 3 شرطيين وناشطون سياسيون، في حوادث عنف متفرقة. وأوضحت مصادر أن شرطيَّين من الثلاثة قتلا لدى محاولتهما توقيف سيارة مشبوهة في منطقة شيرشاه، فيما أُردي الثالث في منطقة خارادار. وقضى ناشط سياسي في منطقة كراتشي الجديدة، وآخَر في بلدة أورانغي، أما القتلى ال10 الآخرون، فسقطوا في ميلار وماتي بهاري وسهراب غوث وغاردن ومنطقة كالاكوت. وفي ظل الأنباء عن احتمال إجراء مسؤولين اميركيين محادثات سلام مع حركة «طالبان» الأفغانية في الدوحة، كتب المحلل اياد امير في صحيفة «ذي نيوز» الناطقة بالانكليزية ان «المحادثات بين طالبان الافغانية والولايات المتحدة ستجعل من المستحيل فتح باكستان جبهة عسكرية جديدة ضد المتمردين المحليين في منطقة القبائل شمال غربي البلاد». واعتبر ان «دلالة تحقيق طالبان مكسباً يتمثل بما يشبه اعتراف ديبلوماسي اميركي سيشكل انتصاراً لزعيمها الملا محمد عمر، ولكن مشكلة لباكستان، لأن امارته التي تنتظر بفارغ الصبر انسحاب الأميركيين من افغانستان ستمتد الى اراضيها». ومن المقرر ان تنسحب القوات الأجنبية من افغانستان بحلول نهاية السنة، وتترك مهمات الأمن للقوات الحكومية من اجل التصدي لحركة «طالبان».