كابول، بكين - أ ف ب، رويترز، يو بي آي – في تصريحات يتوقع ان تزيد التوتر القائم اصلاً بين كابول وإسلام آباد التي قاطعت هذا الاسبوع مؤتمر بون للدول المانحة لأفغانستان، حمّل الرئيس الأفغاني حميد كارزاي جماعة «عسكر جنقوي» الباكستانية المتطرفة مسؤولية التفجير الانتحاري الذي استهدف مزاراً شيعياً خلال إحياء ذكرى عاشوراء في كابول اول من امس، واسفر عن مقتل 59 شخصاً، مطالباً إسلام آباد بمحاسبة منفذي الهجوم. جاء ذلك في اعقاب تبني الجماعة المرتبطة بتنظيم «القاعدة» مسؤولية الهجوم، علماً ان عملياتها السابقة تسببت بمقتل آلاف من الشيعة في باكستان، وشاركت في عملية خطف وقطع رأس مراسل صحيفة «وول ستريت جورنال» دانيال بيرل في باكستان عام 2002، لكنها لم تعلن سابقاً مسؤوليتها عن هجمات في افغانستان. وقال إعمال فيضي الناطق باسم الرئاسة الأفغانية: «شدد كارزاي الذي عاد جرحى الهجوم في المستشفيات على ضرورة تحقيق العدالة، من خلال مطالبة باكستان باتخاذ اجراءات فعلية في هذا المجال». وكان كارزاي عاد الى كابول أمس، بعدما قطع جولته الاوروبية لمتابعة اضرار الهجوم غير المسبوق على الشيعة الافغان، والذي حذر مسؤولون محليون من امكان اثارته اعمال عنف طائفي على غرار ما يحصل في العراق، علماً ان حركة «طالبان» نفت مسؤولية تنفيذه، لكن مصادر استبعدت تنفيذ الجماعة العملية من دون «تسهيلات» من الحركة الأفغانية. ولفت تلميح مسؤول أمني غربي رفض كشف اسمه الى احتمال تورط باكستان، مع التشديد على انه من غير الواضح اذا كان الدعم الباكستاني المفترض «مؤسسياً»، في ظل ورود تقارير عن صلات تجمع بين «عسكر جنقوي» والاستخبارات الباكستانية. وأقرّ مسؤول أمني باكستاني رفض ذكر اسمه ايضاً ارتباط «عسكر جنقوي» ب «طالبان باكستان»، مؤكداً ان هذه الجماعة «مطاردة وعاجزة عن تنفيذ هجمات داخل افغانستان، خصوصاً في كابول». وفي وقت شهدت العاصمة تشييع جثامين الضحايا، وبينهم اميركي، وفق ما افادت السفارة الأميركية في افغانستان، قتل 19 شخصاً بينهم نساء واطفال وجرح 5 آخرين في انفجار قنبلة يدوية الصنع على طريق بمنطقة سانغين في ولاية هلمند (جنوب)، ما يعزز المخاوف من عدم الاستقرار في افغانستان، على رغم المساعي المستمرة منذ عشر سنوات لإرساء الاستقرار، والتي أودت بحياة آلاف وكلفت بلايين الدولارات. الى ذلك، اعلن مسؤولون في وزارة الدفاع سقوط 3 مسلحين على الأقل واعتقال 27 آخرين في عمليات أمنية بأنحاء البلاد خلال الساعات ال 24 الأخيرة. وجرت العمليات في جنوب قندهار وهلمند وشرق هيرات وشرق باكتيا، حيث جرح جنديان أفغانيان وجرت مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة. تفاؤل صيني وعلى رغم ابداء الصين صدمتها من التفجيرات التي شهدتها أفغانستان، توقع الناطق باسم وزارة خارجيتها هونغ لي ان يحقق هذا البلد السلام والاستقرار في اقرب وقت. وقال: «حققت افغانستان تطوراً ايجابياً في عملية إعادة اعمارها السلمية، لكنها لا تزال تواجه تحديات كبيرة»، مذكراً بضرورة بذل الحكومة الأفغانية والمجتمع الدولي جهوداً مشتركة لمساعدة افغانستان في تحقيق الاستقرار. وتزعم قيادة الحلف الأطلسي (ناتو)، المسؤولة عن الأمن في معظم أنحاء افغانستان، ان قواتها تكسب الحرب ضد «طالبان»، لكن اذا كانت تفجيرات اول من امس تنذر بأعمال عنف بين الغالبية السنية والأقلية الشيعية، فإنها ستنهك موارد الجيش والشرطة بشكل كبير. وشهد مؤتمر بون الاخير تعهد الداعمين الغربيين دعم افغانستان بعد الموعد النهائي لانسحاب القوات الأجنبية المقاتلة في نهاية عام 2014، وذلك بعدما اعلن كارزاي ان بلاده لن تملك قوات امن كافية بعد عام 2014 من دون دعم دولي.