في إطار الدورة الرابعة عشرة لمهرجان أبو ظبي الذي ينظم سنوياً تحت رعاية وزير الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، أحيا عازف الغيتار الحاصل على جائزة «غرامي» خمس مرات خوسيه فرنانديس توريس الملقب ب «توماتيتو»، حفلة مساء أول من أمس في مركز الفنون في «جامعة نيويورك أبو ظبي». امتلأت القاعة بحضور من جنسيات مختلفة، بدوا ممن يعرفون فن عازف موسيقى الفلامنكو وعلى دراية بموهبته الكبيرة وبالموسيقى الجديدة التي يقدمها. فقد ابتكر خوسيه فرنانديس توريس أسلوب فلامنكو يجمع النمط الإسباني التقليدي مع الجاز والموسيقى الغجرية والبرازيلية، وتخالطه بعض المؤثرات التركية. ولا عجب في أنه يعَد اليوم من أفضل عازفي هذا النوع من الموسيقى، إذ إنه من عائلة أمضت تاريخها في عزف الفلامنكو. فجده هو «إل توماتي بييخو» (البندورة أو الطماطم القديمة) الذي احترف العزف حتى أصبح مهنة ورثها عنه عمه نينيو ميغيل ووالده «إل توماتي». أما عن اتخاذ البندورة تسمية الاسم الفني، فيقول توماتيتو إنه يجهل السبب، إلا أنه قد يعود إلى وجه جده الذي كان يتحول إلى الأحمر في الجلسات الفنية. برزت موهبة توماتيتو منذ كان صغيراً، وحصل على غيتاره الاول عندما كان في العاشرة، وتتلمذ على يد والده ثم تلقى تدريباً محترفاً على يد بيدرو بلانكو في ملقة. وقد تأثر بكثر أبرزهم باكو دي لوتشيا وسابياكاس (رامون مونتويا) ودييغو ديل غاستور. وكانت انطلاقته بعدما التقى كامارون دي لا إيسلا مع فرقته الشهيرة في وسط ملقة، فأصبح عازفاً أساسياً مكان دي لوتشيا بعد رحيله. وبعدما سطع نجمه محلياً، سجل ألبوماً عنوانه «لييندا ديل تييمبو»، الذي برزت من خلاله موهبة توماتيتو الكبيرة. وبعد ذلك، سجل مع دي لوتشيا ألبوم «كومو إل أغوا» الذي قلب حياة العازف الإسباني رأساً على عقب وأطلقه نحو العالمية، فراح يحيي حفلات في باريس خصوصاً وفي مدن أوروبية مختلفة. التحق توماتيتو بفرقة «أندال جاز كوورتيت» التي شاركت في مهرجانات عالمية أبرزها «مهرجان الجاز» في مدريد. وبعد نجاحات عدة، أطلق العازف ألبوماً ثالثاً منفرداً بمساندة صديقه الوفي كامارون الذي توفي عام 1992، فواصل توماتيتو مسيرته ورسّخ موقعه بين أهم عازفي الغيتار في العالم. ويتواصل برنامج المهرجان مع أوركسترا مركز الصين الوطني لفنون الأداء، وحفلة لوينتون مارساليس، ونجمة موسيقى ألفادو ماريزا، ومجموعة طريق الحرير مع يو-يو ما.