«أنا فخور بتقديم حفلة في فلسطين، بعد سنوات من السعي إلى ذلك، أخيراً سنحقق هذا الحلم بالتعاون مع مؤسسة عظيمة اسمها «المدى»، تعمل جاهدة على تأمين الاستشفاء للأطفال المصابين بصدمات نفسية وغيرهم من أبناء الشعب الفلسطيني، باستخدام الفن، خصوصاً الموسيقى... نشكر الفلسطينيين جميعهم، ونشكر الأونروا والمؤسسات الشريكة والمتعاونة، سنقيم حفلة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، رسالتنا رسالة محبة وتضامن»... بهذه الكلمات عبّر المطرب البريطاني العالمي جون ماكلوفلن عن سعادته بإحياء أول حفلة له في فلسطين. ويحيي ماكلوفلن والعازف الهندي الشهير زكير حسين وفرقة «لنتذكر شاكتي»، حفلةً تضامنية مع الشعب الفلسطيني، يحتضنه قصر رام الله الثقافي، في 14 شباط (فبراير) الجاري. ويذهب ريع الحفلة التي تنظمها مؤسسة «المدى للتنمية المجتمعية من خلال الفنون»، ومقرّها مدينة البيرة، بالتعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف)، من أجل إنشاء مركز «للعلاج بالموسيقى والفنون التعبيرية» في مخيم الدهيشة ولتطوير مهارات العاملين في مجال الإرشاد والتوعية المجتمعية لبرامج حماية الطفولة التابع لمؤسسة «المدى» المتعاونة مع المجلس الثقافي البريطاني ومؤسسات تجارية راعية. ويعتبر جون ماكلوفلن عازف غيتار من الطراز الأول، وموسيقياً لامعاً في عالم الجاز والبلوز. بدأ مسيرته الفنية من في بريطانيا، قبل الانتقال إلى نيويورك، حيث سجّل ألبومه الأول «إكسترا بوليشن»، ليعمل بعد ذلك مع اثنين من أشهر الأصوات في ستينات القرن الماضي على مستوى العالم، وهما توني وليامز ومايلز ديفيز، إذ قدموا معاً «إيرلي فيوجن» قبل المشاركة في العزف مع فرق الجاز المتألقة. وفي العام 1971، أسس ماكلوفلن فرقة خاصة به سماها «اوركسترا الماهافيشنو» التي أثراها عضوان بارزان فيها هما عازف الدرامز بيل كوبهام وعازف الأورغ جان هامر. وفي العام 1975، كان ماكلوفلن أحد مؤسسي فرقة «شاكتي» التي تألفت من موسيقيين هنود محترفين ومبدعين، أمثال عازف الإيقاع زكير حسين وعازف الكمان شانكار. وفي ذلك الحين، حصر ماكلوفلن اهتمامه بالموسيقى والثقافة والديانة الهندية، ثم تنوّعت اهتماماته الموسيقية ليركّز على الأساليب المختلفة في عزف الغيتار، مثل الغيتار الكلاسيكي والفلامنكو، خصوصاً بعدما عمل مع الثلاثي جاكو باستورياس وباكو دي لوتشيا وآل دي ميولا. واستمرّ ماكلوفلن في تأليف الموسيقى، ما كبّر جمهوره حول العالم. أما عازف الإيقاع الهندي زكير حسين، فيطلق عليه اسم «موسوعة الطبلة»، إذ يدمج الأسلوب التقليدي القديم وآخر مبتكر، ليكون الناتج نمطاً جديداً تماماً من الموسيقى التي تمزج الجاز بالموسيقى المختلطة والإلكترونية. أما فريق «تذكروا شاكتي»، فيتكوّن، إضافة إلى ماكلوفلن وحسين، من المؤلف الموسيقي والملحن الهندي شانكار ماهاديفان، وعازف الإيقاع والدف الهندي سلفا غانيش، الذي يعتبر أحد أشهر عازفي آلة الكينجارة (نوع من الطبول معروف في جنوب الهند)، إضافة إلى عازف الغيتار العالمي يوبالابو شرنيفاس، الذي يدير اليوم «مؤسسة شرنيفاس للموسيقى العالمية» وحاز العديد من الجوائز الموسيقية. وتأسست «المدى» العام 2009 تحت شعار يربط نماء الشعوب بنوعية الحياة و «الفن من أجل الحياة»، إضافة إلى شعار يقول بأن «الاعتراف بتميز الفرد وخصوصيته هو التنمية». وأطلقت أول مركز «للعلاج بالموسيقى» من نوعه في فلسطين، والذي يحمل مفهوماً جديداً في التدخل والإرشاد النفسي والاجتماعي، على غرار مدرستي الفارابي وابن سيناء، اللذين كانا من أوائل من استخدموا الموسيقى في العلاج، ولا يزال بعض آثار مستشفى دار الشفاء باقياً في دمشق. وتقول المديرة التنفيذية ل «المدى» ريم عبد الهادي: «سيذهب ريع هذه الحفلة، التي ستضم بعض أهم الفنانين في العالم، إلى مجموعة من المبادرات الجديدة في إطار عملنا، من أجل توسيع برامجنا في الصحة النفسية وحماية الطفولة، من بينها برامج خاصة بالأطفال سنطلقها في كل مخيمات اللاجئين في الوطن، وقد يكون على رأسها إنشاء مركز للعلاج بالموسيقى في مخيم الدهيشة قرب بيت لحم».