فيما تكافح فرق اطفاء من انحاء العالم الحريق الكبير الذي اندلع في جبل الكرمل قرب مدينة حيفا شمال اسرائيل، وأسفر عن مقتل 42 شخصاً على الأقل وأدى الى عمليات إجلاء كبيرة، اندلعت حرائق جديدة بعد ظهر امس في مناطق متفرقة وبعيدة عن جبل الكرمل، ما دفع الشرطة الاسرائيلية الى الشك بأنها مفتعلة. وأُعلن في اسرائيل ان سلسلة من الحرائق الجديدة اندلعت في شفا عمرو والناصرة ودالية الكرمل وخليج حيفا و«نيشر» وترشيحا و«بات شلومو» ومواقع اخرى في المنطقة الشمالية ذات الغالبية العربية، ما دفع الشرطة الى الشك في ان هذه الحرائق أُشعلت بفعل فاعل، خصوصاً انها تبعد عن جبل الكرمل حيث يتركز الحريق الكبير. كما اعلنت الشرطة انها اعتقلت شخصين من دالية الكرمل قالت انها تشتبه في محاولتهما اشعال حريق شرق القرية، علما انها كانت اعلنت ان لديها معلومات بأن «عصابة من ثلاثة شبان عرب» تجول بلدان مختلفة في منطقة حيفا والشمال وتشعل النيران «على خلفية قومية». وخيّم شعور بالعجز على اسرائيل امس بعد اتساع الحرائق التي فضحت عدم جهوزية الجبهة الداخلية لمواجهة حالات الطوارئ. وحملت وسائل الاعلام العبرية بشدة على «تقصير» وزارة الداخلية في التأهب لمثل هذا الحريق وشراء طائرات لاخماد الحرائق. وكتب المعلق السياسي في صحيفة «هآرتس» آلوف بن: «اتضح ان اسرائيل ليست جاهزة لمواجهة حرب او عمل ارهابي كبير يوقع اصابات عديدة في الجبهة الداخلية... في هذه الحال، يجدر بإسرائيل الا تخرج في حرب ضد ايران». ورغم ان دولا عدة في العالم سارعت الى نجدة اسرائيل وارسلت طواقم وطائرات لاخماد الحرائق تبين ان اسرائيل لا تملكها، لم تتمكن فرق الاطفاء من السيطرة على الحريق بسبب الرياح التي تؤجج اللهب في مناطق الاحراج. وشكر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اليونان وقبرص وبريطانيا والاردن وبلغاريا وروسيا لتلبية نداء الاستغاثة، كما شكر تركيا التي نحت جانباً مشاكلها الديبلوماسية مع اسرائيل وارسلت مساعدات. وكانت مصر وأذربيجان واسبانيا وكرواتيا وفرنسا عرضت تقديم مساهمات. وحتى مساء امس، كانت سحب كثيفة من الدخان منتشرة في سماء حيفا، فيما امرت السلطات بإجلاء 20 ألفا من السكان في 15 بلدة في منطقة جبل الكرمل. وامتد أكبر حريق في تاريخ اسرائيل في مساحة زادت على 7000 فدان، وأتى على اكثر من 10 ملايين متر مربع من الغابات ودمر الكثير من المنازل. وقالت اجهزة الاسعاف انه «تم احصاء 41 قتيلا حتى الآن بينهم 36 من حراس السجون». وفي ملف عملية السلام، كشفت مصادر ديبلوماسية غربية أمس ل «الحياة» ان الجانب الفلسطيني اعطى الاميركيين فرصة أخرى حتى نهاية العام لمواصلة جهودهم الرامية الى حمل اسرائيل على وقف الاستيطان ليصار الى اعادة اطلاق المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية المتوقفة. وقالت المصادر ان القنصل الاميركي العام في القدس دانييل روبنستين ابلغ الرئيس محمود عباس في لقائه اول من امس ان الجانب الاميركي في حاجة الى مزيد من الوقت لمواصلة التباحث مع اسرائيل في شأن وقف الاستيطان، وان عباس ابلغه بأنه يمكن للاميركيين ان يواصلوا هذه الجهود حتى نهاية العام. واوضحت ان الرئيس الفلسطيني سيتوجه الى لجنة المتابعة العربية مطلع العام الجديد لدرس الخيارات العربية للمرحلة المقبلة. وكشف مسؤول فلسطيني رفيع ان عباس وجه لوماً شديداً للادارة الاميركية على البيان الذي اصدرته وزارة الخارجية الاميركية ودانت فيه مقالا كتبه شاعر فلسطيني جاء فيه ان حائط البراق الغربي جزء من المسجد الاقصى ولا علاقة لليهود فيه. وقال المسؤول ان الرئيس تساءل عن معنى اصدار الخارجية الاميركية بيانا تدين فيه المقال، من دون ان تصدر بيانا مماثلا تدين فيه الاستيطان وتطالب بوقفه. كما تساءل عباس لدى لقائه القنصل الامركي العام في القدس: «هل يقف المقال حجر عثرة امام عملية السلام ام الاستيطان؟».