«الحياة»، رويترز، أ ف ب - اختتمت الجولة الثالثة من مفاوضات آستانة أمس، بإصدار بيان ختامي للبلدان الضامنة وقف النار في سورية، روسياوتركياوإيران، تضمن العمل على رسم «مربعات» سيطرة «داعش» و «فتح الشام» (النصرة سابقاً)، وأبقت الأطراف الباب مفتوحاً ل «مشاورات» مع وفد مصغّر عن الفصائل المعارضة اليوم، في وقت حض المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا على تسريع وتيرة المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب. في الوقت ذاته، قتل وجرح عشرات بتفجيرين، على الأقل، في دمشق (للمزيد). وأسفرت المشاورات التي جرت بين الأطراف الحاضرة في آستانة بغياب المعارضة السورية، عن التوصل إلى اتفاق على ضم إيران إلى تركياوروسيا كضامنين لوقف النار. ووقعت طهران مذكرة في هذا الشأن. وأشار رئيس الوفد الروسي ألكسندر لافرينتييف إلى أهمية التطور، باعتبار أن «إيران غدت رسمياً بلداً ضامناً للهدنة مثل روسياوتركيا، وهذا يخص الوفاء بالالتزامات». وأوضح أن البلدان الثلاثة تعمل على تنسيق الخرائط التي قدّمها كل طرف، لعمليات الفصل بين المعارضة السورية المسلحة والإرهابيين. وشدد الديبلوماسي الروسي على أهمية هذه المسألة، مذكّراً بأن «العمل في هذا الاتجاه مستمر منذ وقت طويل». وأوضح أن موسكو «تلقت معلومات مفصلة من الجانبين التركي والإيراني، ويجري حالياً تنسيق الخرائط للمواقع المحددة كمربعات سيطرة تنظيمي داعش والنصرة». ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إنهاء النزاع وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وتطبيق وقف النار والتوصل إلى حل سياسي، بناءً على بيان جنيف1 وقرارات مجلس الأمن، في وقت نقلت «رويترز» عن دي ميستورا قوله أمس إن لا مجال «لقبول حقيقة أن تصبح الذكرى السادسة للحرب (ذكرى) سابعة... لقد أصبحت واحدة من أطول الحروب وأكثرها وحشية في السنوات الأخيرة. لهذا هناك حاجة لتسريع أي نوع من المفاوضات، سواء في آستانة أو في جنيف أو في نيويورك... في أي مكان». وهزّ انفجاران جديدان دمشق أمس، وأوقعا عشرات القتلى والجرحى، وذلك بعد خمسة أيام فقط من تفجيرين داميين آخرين تبنتهما «هيئة تحرير الشام»، واستهدفا زواراً شيعة عراقيين. وتزامن التفجيران مع مجزرة ارتكبتها طائرات يُعتقد أنها روسية، بقصف استهدف إدلب شمال غربي سورية، وأوقع 9 قتلى مدنيين بينهم أطفال. وذكرت وسائل إعلام حكومية أن انتحارياً قتل 25 شخصاً، وأصاب عدداً آخر في هجوم على مبنى محكمة في دمشق. واستهدف الهجوم مبنى القصر العدلي في وسط دمشق قرب المدينة القديمة. وبعد وقت قصير، أشارت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) إلى أن انتحارياً ثانياً شن هجوماً في دمشق وفجّر عبوة ناسفة داخل مطعم بمنطقة الربوة إلى الغرب من موقع التفجير الانتحاري الأول. وأضافت أن التفجير الثاني أوقع إصابات، لكنها لم تذكر مزيداً من التفاصيل. إلى ذلك، قال محققون جنائيون إنهم جمعوا أدلة توثق انتشار عمليات تعذيب المعتقلين السوريين وقتلهم على يد حكومة الرئيس بشار الأسد، استناداً إلى صور رسمية ووثائق مدققة بعناية. وقامت لجنة العدالة والمساءلة الدولية التي تضم مجموعة مستقلة من الخبراء القانونيين بتهريب أكثر من 700 ألف صفحة من أرشيف أجهزة الاستخبارات والأمن السورية من طريق شبكة سرية. وقال وليم ويلي الذي عمل مع محاكم جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة في يوغوسلافيا السابقة ورواندا: «التوثيق في الأساس أعدته هياكل أمنية مخابراتية وعسكرية وسياسية من داخل النظام.» وقال في فيلم وثائقي جديد بعنوان: «السوريون المختفون، قضية ضد الأسد» ويتناول عمل ويلي ومجموعته في سورية، إن وثيقة رئيسية تعود إلى عام 2011 تشمل أمراً باعتقال المحتجين أو من هم على صلة بوسائل إعلام أجنبية. وفي وثيقة أخرى، يسأل أحد المسؤولين عما يتعين فعله في شأن «براد مستشفى ممتلئ بجثث مجهولة تحللت».