اختتمت الجولة الثالثة من مفاوضات آستانة أمس بإصدار بيان ختامي للبلدان الضامنة وقف النار في سورية، أكدت فيه التزامها التسوية السياسية عبر الحوار بين الفرقاء السوريين، فيما أبقت الأطراف الباب مفتوحاً ل «مشاورات» مع وفد مصغّر عن الفصائل المعارضة يُتوقع أن يصل اليوم إلى العاصمة الكازاخية. وأسفرت المشاورات التي جرت بين الأطراف الحاضرة بغياب المعارضة السورية، عن التوصل إلى اتفاق على انضمام إيران إلى تركياوروسيا كضامن لوقف النار. ووقعت طهران مذكرة في هذا الشأن. وأشار رئيس الوفد الروسي ألكسندر لافرينتييف إلى أهمية التطور، باعتبار أن «إيران غدت رسمياً بلداً ضامناً للهدنة مثل روسياوتركيا وهذا يخص الوفاء بالالتزامات». وأوضح أن البلدان الثلاثة تعمل على تنسيق الخرائط التي قدّمها كل طرف، لعمليات الفصل بين المعارضة السورية المسلحة والإرهابيين. وشدد الديبلوماسي الروسي على أهمية هذه المسألة، مذكّراً بأن «العمل في هذا الاتجاه مستمر منذ وقت طويل». وأوضح أن موسكو «تلقت معلومات مفصلة من الجانبين التركي والإيراني، ويجري حالياً تنسيق الخرائط للمواقع المحددة كمربعات سيطرة تنظيمي داعش والنصرة». وجدد الديبلوماسي الروسي التأكيد على أن إحدى أهم نتائج الجولة الحالية تقديم «مشروع محدد» للدراسة حول إنشاء لجنة دستورية في سورية تضم 30 شخصاً موزعين بالتساوي بين النظام والمعارضة ومستقلين مقبولين من الطرفين. وقال رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري إنه تسلّم الاقتراح الروسي و «قدمنا للروس أفكاراً محددة في هذا الاتجاه وطلبنا منهم درسها». وجدد الجعفري التنديد بقرار المعارضة عدم المشاركة في المفاوضات، واعتبره «استهتاراً بالعملية السياسية بكاملها»، متهماً تركيا بالعرقلة. وأضاف الجعفري في مؤتمر صحافي في ختام المشاورات، أن وفد الحكومة السورية ناقش مع الوفدين الروسي والإيراني مختلف المسائل التي تهدف إلى تعزيز اتفاق وقف النار وتثبيته. وأعلن نائب وزير خارجية كازاخستان عاقل بك كمال الدينوف انتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات السورية بعدما كانت توقعات أشارت إلى احتمال انضمام المعارضة إلى الجلسات أمس. وأكد مصدر مطلع في وزارة الخارجية الكازاخية لوكالة «إنترفاكس- كازاخستان» أنه «لن تجري أي مفاوضات الخميس، انتهت هذه الجولة». لكنه لم يستبعد إجراء «مشاورات مع البلدان الضامنة» في حال أرسلت المعارضة وفدها اليوم (الخميس). وتزامن ذلك، مع تأكيد رئيس الوفد الروسي أنه «لا تزال هناك فرصة لوصول وفد من المعارضة السورية إلى آستانة صباح الخميس»، مشيراً إلى أن البلدان الضامنة قررت إبقاء قسم من وفودها في العاصمة الكازاخية لإجراء مشاورات محتملة مع وفد المعارضة بعد وصوله. ولم يستبعد مدير دائرة آسيا وإفريقيا في الخارجية الكازاخية آيدار بيك توماتوف، أن تشارك 7 مجموعات صغيرة تضم 6 أو 7 ممثلين عن الجبهتين الجنوبية والشمالية في «محادثات تقنية مع الضامنين». وقال توماتوف إن من بين أبرز النقاط التي نوقشت خلال اليومين الماضيين وثيقة تتعلق بآليات إطلاق سراح المعتقلين، وتقوم البلدان الضامنة بدرسها حالياً نظراً إلى أهميتها من الناحية الإنسانية. ولفت مصدر في الوفد الروسي إلى أن المشاورات المتوقعة اليوم مع وفد المعارضة تشمل بندين فقط هما: انتهاكات وقف النار، وخرائط مناطق سيطرة تنظيمي «داعش» و «النصرة». وأصدرت روسياوتركياوإيران بياناً مشتركاً أمس، أكدت فيه التزامها المسار السياسي للتسوية في سورية. وشددت على دعم «مسار آستانة» باعتباره رديفاً مهماً لمسار جنيف. وأكد البيان أنه «بغية وقف النزاع في سورية والحفاظ على نظام وقف النار فيها الذي تم التوصل إليه في اللقاء الماضي، تؤكد الدول الضامنة تمسكها بتوطيد الهدنة، وتبادل المعلومات عن حالات انتهاكها، وتشدد كذلك على ضرورة تعزيز فعالية الآلية الثلاثية. كما تؤكد الدول الضامنة ضرورة تحسين الوضع الميداني عن طريق تقوية نظام وقف النار». وأضاف أنه «من المبكر الحديث عن انتهاء الأزمة في سورية لكن مفاوضات آستانة وعملية جنيف تساهمان في ذلك». وحدد البيان موعداً لجولة المفاوضات المقبلة في آستانة يومي 3 و 4 أيار (مايو) المقبل.