شهد ريف منبج بمحافظة حلب، شمال سورية، معارك جديدة أمس بين تحالف «قوات سورية الديموقراطية» الذي يهيمن عليه الأكراد وبين فصائل «درع الفرات» المدعومة من الجيش التركي، في إصرار كما يبدو من الطرف الأخير على انتزاع مدينة منبج المهمة من أيدي الطرف الأول. وجاءت المعارك بعد يوم من إعلان فصيل «مجلس منبج العسكري» المنضوي في «سورية الديموقراطية» توصله إلى اتفاق مع روسيا لتسليم مناطق التماس مع «درع الفرات» إلى قوات تابعة للحكومة السورية، في خطوة تهدف إلى وقف تقدم الأتراك وحلفائهم نحو منبج التي طرد تحالف مدعوم من الأميركيين تنظيم «داعش» منها في صيف العام الماضي. وأكدت وزارة الدفاع الروسية هذا الاتفاق أمس، وقالت إن قوات الحكومة السورية تستعد لدخول المناطق المعنية. وأعلن «مجلس منبج العسكري» في بيان أمس، أن عناصره صدوا هجوماً شنّته فصائل «درع الفرات» على قرية تل تورين القريبة من بلدة عريمة الاستراتيجية التي تقع على الطريق بين منبج ومدينة الباب التي انتزعتها القوات التركية وحلفاؤها من أيدي «داعش» الشهر الماضي. وأضاف البيان أن أربعة من عناصر «درع الفرات» قُتلوا على أطراف تل تورين الواقعة على بعد 21 كلم غرب منبج. أما «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فأورد، من جهته، أن اشتباكات عنيفة تدور بين قوات «مجلس منبج العسكري» وفصائل «درع الفرات» المدعّمة بقوات وطائرات تركية في ريف منبج الجنوبي الغربي، إثر هجوم جديد شنّه الطرف الأخير على منطقة جبلة الحمرة ومحيطها ومنطقة تل تورين. ولفت إلى أن الهجوم الجديد هو الثاني في 24 ساعة بعد فشل الهجوم الأول، إذ تمكن «مجلس منبج العسكري» الخميس من استعادة السيطرة على ما خسره من مناطق وعادت الأوضاع «إلى ما كانت عليه لدى كل طرف قبل الهجوم» الأول. لكن «المرصد» تحدث عن «استياء واسع يسود مدينة منبج وريفها» على خلفية قرار «مجلس منبج العسكري» تسليم القوات النظامية السورية «مناطق واقعة على تماس مع مناطق سيطرة قوات عملية درع الفرات». وأضاف أن الاتفاق الذي أعلن «مجلس منبج» التوصل إليه مع روسيا يقضي بتسليم قوات الحكومة السورية عدداً من القرى الواقعة على «خط التماس» بين ريف منبج الغربي وشرق منطقة الباب، ورجّح «أن تشارك قوات روسية في عملية الفصل هذه وتسلّم القرى» المعنية بالاتفاق. وفيما كانت المواجهات تدور بين «مجلس منبج العسكري» وفصائل «درع الفرات» في ريف حلب الشمالي الشرقي، كانت مواجهات أخرى تدور في ريف حلب الشرقي بين القوات الحكومية السورية وتنظيم «داعش». وأوضح «المرصد» أن القوات الحكومية مدعومة ب «قوات النخبة» في «حزب الله» تقدمت في قرية غلصة وسيطرت على قرى أبو كهف والمنفوخة وأبو طويل والسفري وأم ميال ميري وأبو طويل وزعرايا وتلة زعرايا. وتقع هذه القرى بين ريف الباب الجنوبي الشرقي وريف دير حافر الشمالي الشرقي. وتابع أن قوات الحكومة تسعى إلى السيطرة على «أكبر مساحة ممكنة من ريف حلب... وتقليص مساحة سيطرة تنظيم داعش... والتوجه نحو الضفاف الغربية لنهر الفرات للوصول إلى منطقة الخفسة الواقعة قرب النهر والتي تمد مدينة حلب بالمياه». وأشار إلى أن القوات النظامية تشن عملياتها من محورين، إذ تتقدم من ريف دير حافر الشمالي ومن جنوب شرقي الباب. وأوضح أن «المحور الأول في ريف دير حافر لا يزال يبعد عن منطقة الخفسة أكثر من 20 كلم، فيما يبعد النظام من محور ريف الباب الجنوبي الغربي عن الخفسة مسافة حوالى 19 كلم، في حين تفصل كيلومترات قليلة المحورين عن بعضهما». ويبدو أن الحكومة تسعى إلى الوصول إلى الخفسة لضمان إعادة تغذية مدينة حلب بالمياه التي قطعها تنظيم «داعش» بعد بدء القوات النظامية هجومها الواسع في ريف المحافظة الشرقي. وفي محافظة حماة (وسط)، أفاد «المرصد» أن القوات النظامية «تمكنت من التقدم والسيطرة على قريتي البرغوتية والحوارين بريف سلمية الشرقي في ريف حماة الجنوبي الشرقي، عقب اشتباكات عنيفة مع تنظيم داعش».