اجرى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أمس اتصالاً هاتفياً بالأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام كما أجرى اتصالاً بأمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبد العزيز، مهنئاً بحلول عيد الأضحى المبارك. ويتوجه الحريري الى العاصمة الإيرانية طهران في 28 و29 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري في أول زيارة رسمية له، يلتقي خلالها كبار المسؤولين الإيرانيين على رأسهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وتكتسب زيارة الحريري طهران أهمية خاصة نظراً الى الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان في ضوء الجمود المسيطر على الوضع والدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية وسورية لترسيخ التهدئة والحفاظ على الاستقرار العام. وكانت صحيفة «فريميا نوفوستي» الروسية أجرت مقابلة مع الحريري خلال وجوده في روسيا قبل أيام. ونقلت وكالة «نوفوستي» للأنباء أن الحريري أكد في المقابلة أن «الجيش اللبناني يحتاج إلى الأسلحة الجديدة»، معرباً عن خشيته من أن «تكون إسرائيل سبباً لانفجار من الممكن أن يقع في المنطقة، فإسرائيل تمارس سياسة استفزازية غير مسبوقة». وعن الأسلحة الروسية التي سيتسلمها لبنان، قال الحريري إنها 31 دبابة من طراز «ت-72» و6 هليكوبترات من طراز «مي-24» و36 مدفعاً من عيار 130 ملم وأيضاً الذخائر الخاصة بهذه الأسلحة. وقال رداً على سؤال عن طلب الطائرات المروحية العسكرية بدلاً من طائرات «ميغ-29» العشر التي اعتزمت روسيا إهداءها إلى لبنان إن الجيش اللبناني في المرحلة الراهنة أحوج إلى طائرات الهليكوبتر نظراً لمساحته الصغيرة. وذكر أن لبنان سيشتري بعض الأسلحة المطلوبة ويحصل على البعض الآخر مجاناً، كما يريد أن تساعده روسيا على اكتشاف الغاز الطبيعي في مياه شواطئه واستخراجه. وذكرت مندوبة الصحيفة، يلينا سوبونينا، التي حاورت الحريري أنها وجدته يتحدث الى الرئيس السوري بشار الأسد بالهاتف، وتساءلت عن معنى هذا التغير، مشيرة إلى أنه (الحريري) انتقد سورية قبل أعوام ولمح إلى وجود شبهات حول وقوف أحد قادة الاستخبارات السورية وراء حادث اغتيال والده رفيق الحريري في شباط (فبراير) 2005، فأجابها الحريري: «فتحنا صفحة جديدة في علاقاتنا مع سورية. ولم تكن هذه العلاقات حسنة جداً لبعض الوقت في حين من المهم بمكان أن يحافظ لبنان وسورية كدولتين مستقلتين متجاورتين على علاقات أخوية حسنة... والآن نسير على الطريق الصحيح». ونفى الحريري وجود أي علم لديه بالقرار الظني المرتقب عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، مستبعداً أن يؤدي الإعلان عن هذا القرار الى «حدوث حريق في لبنان»، وقال: «القيادة اللبنانية لن تسمح بحدوث مثل هذا الحريق». وأوضح أن «الرئيس ميشال سليمان وأنا رئيس الحكومة ورئيس البرلمان نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لن نسمح بحدوث حريق يهدد لبنان». واعتبر أن تجاهل إسرائيل لمبادئ السلام التي أقرت في مدريد وخاصة مبدأ الأرض مقابل السلام أدى الى موجة من التطرف التي تشهدها المنطقة، معتبراً انه «لو أن إسرائيل التزمت بهذه المبادئ لما كان هناك وجود لتنظيم القاعدة وفروعه في جميع أرجاء المنطقة»، واصفاً إسرائيل بأنها «مصدر التطرف في منطقة الشرق الاوسط»، داعياً المجتمع الدولي الى الضغط عليها وإرغامها على الالتزام بالقرارات الدولية. ورفض الحريري إجراء محادثات منفردة مع إسرائيل، موضحاً ان «لبنان عضو في الجامعة العربية وان مبادرة السلام العربية انطلقت من بيروت وإذا أرادت إسرائيل السلام يتوجب عليها التفاوض مع العرب ككل». وشدد على أن التهديدات الإسرائيلية لن تخيف لبنان، قائلاً إن «لبنان خاض ستة حروب ضد إسرائيل وهو قوي بشعبه الذي عاش وسيعيش آلاف السنين فوق هذه الأرض».