قتل نائب رئيس الأركان اليمني اللواء أحمد سيف اليافعي، خلال معارك عنيفة بين الجيش اليمني وميليشيات الحوثيين والرئيس السابق علي صالح، في المخا غرب تعز. وكان اليافعي أحد أبرز القادة العسكريين الذين يقودون الحملة التي تخوضها الحكومة الشرعية ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم. وقاد معركة تحرير مدينة المخا المطلة على البحر الأحمر، والتي سيطرت عليها القوات الحكومية في العاشر من الشهر الجاري. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصادر عسكرية يمنية أن اليافعي قتل «بصاروخ حراري»، في وقت متأخر مساء أول من أمس (الثلثاء)، عند الأطراف الشرقية لمدينة المخا. وأضافت المصادر أن معارك الثلثاء شرق المخا وشمالها، والتي ترافقت مع قصف طائرات التحالف العسكري العربي أدت إلى مقتل 18 جندياً، وإصابة 30 آخرين بجروح، كما أدت إلى مقتل 21 من المتمردين وإصابة 23 آخرين بجروح. وذكر مصدر عسكري آخر أن جثة اليافعي، وهو قائد المنطقة العسكرية الرابعة في الجنوب وأحد نواب رئيس هيئة الأركان، نقلت إلى العاصمة الموقتة عدن. وكانت رئاسة الجمهورية اليمنية نعت مقتل اللواء اليافعي وقالت أن اليمن خسر برحيله «رجلاً من أنبل رجالاته ومناضلاً جسوراً ومقداماً شجاعاً ومخلصاً وفياً، ورحيله في مثل هذه المرحلة الاستثنائية التي كان له دور محوري فيها يمثل خسارة وطنية كبيرة». وأردفت أن اليافعي قاد معركة تحرير المخا، وأكدت أن تضحيات أبناء اليمن من عسكريين ومدنيين لن تذهب سدى وأن النصر قريب. وأبرق الرئيس هادي إلى أسرة اليافعي معزياً، وقال أنه «كان بحق قائداً فذاً وخبيراً عسكرياً وإدارياً ناجحاً، تفرّد بجمع الخصال العسكرية والمدنية، وحسن الجندية ونجاح القيادة، والاعتزاز بالنفس والتواضع الجم». كما نعاه رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، مشيداً بأدواره البطولية في مواجهة الانقلاب والمعارك التي قادها بكفاءة واقتدار، ابتداءً من تحرير العاصمة الموقتة عدن وقاعدة العند في محافظة لحج التي كان أحد أهم قادتها ومخططيها. من جهة أخرى، أعلن الرئيس عبد ربه منصور هادي أن السعودية قدمت 10 بلايين دولار لليمن، منها بليونا دولار لدعم البنك المركزي، و8 بلايين لإعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب. ووجه هادي الحكومة خلال اجتماع ترأسه في عدن أمس، في حضور رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر ومحافظي عدن وتعز وصنعاء ولحج وأبين والضالع وشبوة والبيضاء وسقطرى، بوضع الأولويات الملحة في الاعتبار، ومنها الكهرباء والمياه والصحة والتعليم والطرق والاتصالات. ميدانياً، أعلن الجيش اليمني والمقاومة الشعبية أمس، تحرير أجزاء واسعة من جبل النار شرق مديرية المخا، إثر معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، فيما قتل حوالى عشرة عناصر من الميليشيات، خلال المعارك وأصيب العشرات في غارة لطائرات التحالف. وواصل الجيش اليمني تقدمه باتجاه منطقة البرح الواقعة على الطريق الرابط بين محافظتي تعز والحديدة لوقف الإمدادات للميليشيات الانقلابية، كما تقدم باتجاه مواقع معسكر خالد في منطقة موزع بمساندة من مقاتلات التحالف. وأوضح مصدر عسكري في محور تعز لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الجيش الوطني والمقاومة مسنودين بطيران التحالف العربي حققا انتصارات كبيرة في عملية عسكرية استهدفت مواقع الميليشيات الانقلابية في جبل النار، نجم عنها مصرع العشرات من عناصر الميليشيات وخسائر كبيرة في المعدات العسكرية. وأكد المصدر مصرع قيادي ميداني لميليشيات الحوثي وصالح خلال المعارك، فيما استهدفت غارات طيران التحالف منصات إطلاق صواريخ قرب معسكر خالد بمديرية موزع. في سياق متصل، سقط قتلى وجرحى من ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في مواجهات مع المقاومة الشعبية في مناطق قيفة بمديريتي ولدربيع والقريشية بمحافظة البيضاء. وأكد مصدر في المقاومة مقتل اثنين من عناصر الميليشيات بهجوم للمقاومة فجر أمس، على موقع للميليشيات في منطقة حمة صرار قيفة بمديرية ولدربيع. واندلعت مواجهات عنيفة بين المقاومة والميليشيات الانقلابية في مناطق الجُسيمة وسماه وجبل نوفان في قيفة مديرية القريشية، نجم عنها سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات. وقصفت الميليشيات الانقلابية بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون والدبابات، مساكن المواطنين وممتلكاتهم في مناطق ذي كالب الأسفل والعبل في قيفة بمديرية القريشية. وفي محافظة ظهران الجنوب، استشهد رجل أمن سعودي وأصيب مقيم من جنسية آسيوية أمس، نتيجة سقوط مقذوف عسكري أطلق من الأراضي اليمنية على مبنى المحكمة في المحافظة، فيما علقت إدارة تعليم محافظة ظهران الجنوب الدراسة في مدارس النطاق الأحمر يومي أمس واليوم (الخميس).