تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية أمس، بدعم من قوات التحالف العربي، من تحرير مدينة المخا الاستراتيجية المطلة على البحر الأحمر من ميليشيات الحوثيين والرئيس السابق علي صالح الانقلابية. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مراسلها الموجود مع القوات اليمنية، أنها تقوم بعمليات تمشيط في الميناء جنوب غربي المخا الواقعة في محافظة تعز. وتساهم استعادة السيطرة على مدينة المخا ومينائها في قطع خط التهريب الرئيسي لقوات الحوثيين وتأمين مضيق باب المندب من أخطار استهدافه وكذلك قطع طريق الإمداد على الميليشيات المتمركزة في تعز والتي تحاصر مئات الآلاف من المواطنين. وكان المتمردون الحوثيون يستخدمون ميناء المخا لتهريب السلاح منذ سيطرتهم عليه قبل نحو عامين. وأبلغ نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء أحمد اليافعي، الرئيس عبدربه منصور هادي في اتصال هاتفي، أن قوات الجيش والمقاومة تمكنت من تحرير المخا بعد معارك عنيفة مع الميليشيات الانقلابية. وأشاد هادي بالدور الإيجابي لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، التي كانت لها المساهمة الفاعلة في هذا الانتصار وغيره من الانتصارات التي تحققت. وذكر مسؤولون يمينون أن سيطرة الجيش اليمني على مدينة المخا ومينائها الاستراتيجي تأتي في إطار عملية عسكرية واسعة بدأت في 7 كانون الثاني (يناير) الجاري بمساندة طيران التحالف وأطلق عليها «الرمح الذهبي» بهدف استعادة السيطرة على كامل المدن والمناطق المطلة على البحر الأحمر على ساحل يمتد بطول نحو 450 كيلومتراً، وتقوم الخطة على التقدم بعد استعادة مدينة المخا نحو الحديدة ومنطقة ميدي القريبة من الحدود السعودية، بالإضافة الى مضيق باب المندب. ووفق مصادر عسكرية يمنية، وصلت القوات الحكومية إلى الأطراف الجنوبية لمدينة المخا حيث تخوض معارك مع المتمردين الحوثيين وحلفائهم من مؤيدي الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وتشن طائرات التحالف العربي غارات على مواقع المتمردين لمساندة القوات المهاجمة، وفقاً للمصادر العسكرية ذاتها. إلى ذلك، أعلنت قيادة المنطقة العسكرية السادسة مديريتي المطمة والزاهر والمناطق المتبقية من مديرية المتون في محافظة الجوف، مناطق عسكرية، داعية السكان للانتقال إلى مناطق آمنة. وقال قائد المنطقة اللواء الركن أمين الوائلي في تصريح للمركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، إن هذا الإعلان يهدف إلى تمكين الأطفال والعائلات والساكنين من الانتقال إلى مناطق آمنة، حفاظاً على سلامتهم بعيداً من خطر استخدامهم دروعاً بشرية من قبل الميليشيات الانقلابية، وتخزين الأسلحة وسط المنازل. وأضاف الوائلي أن قوات الجيش والمقاومة، بدعم من طيران التحالف، تتقدم نحو النصر على مختلف جبهات القتال في محافظة الجوف، وسط انكسار الميليشيات الانقلابية وتكبدها خسائر في الأرواح والعتاد. وأوضح أنه تم تحرير مواقع عدة خلال اليومين الماضيين، من أهمها مواقع الأجاشر والمعو وعرق أبوداعر في جبهة الخب والشعف. وقتل وجرح خلال المعارك العشرات من عناصر الميليشيات، فضلاً عن استعادة عدد من الأسلحة والأطقم وإعطاب آليات أخرى، فيما التقدم مستمر في المتون والمصلوب والغيل. وكان اللواء ركن الوائلي زار عدداً من المواقع التي تم تحريرها في مديرية خب الشعف، والتقى قيادات الألوية والوحدات المرابطة في الجبهات، مشيداً بدورهم في دحر الميليشيات الانقلابية. وفي صنعاء، نظمت رابطة أمهات المختطفين أمس، وقفة احتجاجية أمام مكتب الأممالمتحدة للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهن المختطفين لدى ميليشيات الحوثي وصالح. وقالت الرابطة في بيان صحافي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): نطالب المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، بجعل قضية أبنائنا المختطفين والمخفيين قسراً قضية إنسانية بالدرجة الأولى، والإسراع في إطلاق سراحهم من دون قيد أو شرط، وتقديم الخاطفين إلى العدالة. وأكدت الرابطة أنه «للعام الثاني على التوالي يقبع الآلاف من أبنائنا المختطفين والمخفيين قسراً خلف قضبان سجون الميليشيات الانقلابية، من دون مسوغ قانوني يستوجب احتجازهم، ناهيك عن اختطافهم وإخفائهم قسراً من دون تبرير».