أعرب حلفاء واشنطن عن اطمئنانهم في شأن الملف السوري بعدما حصلوا على تأكيدات من وزير الخارجية ريكس تيلرسون على دعم مفاوضات جنيف الأسبوع المقبل، فيما أعلنت موسكو توصلها مع أنقرة وطهران إلى تشكيل مجموعة ثلاثية مع الأممالمتحدة لمراقبة وقف النار واتخاذ إجراءات بناء الثقة لدعم العملية السياسية وفق القرار 2254. وأغار الطيران الروسي على مواقع «داعش» في الرقة وسط أنباء عن سقوط عشرات القتلى في اقتتال تنظيمين متشددين في ريف إدلب أمس. وللمرة الأولى منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، عقدت الدول الغربية والعربية الداعمة للمعارضة السورية، لقاء وزارياً مع تيلرسون في بون على هامش اجتماعات مجموعة العشرين. وقال وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال الذي تستضيف بلاده الاجتماع الوزاري لمجموعة العشرين: «بدا واضحاً أننا نريد في جميع الأحوال حلاً سياسياً في إطار الأممالمتحدة». وأفاد مصدر غربي بأن تيلرسون كان واضحاً للغاية حيال ضرورة توجيه رسائل إلى الروس، وقال المصدر: «شرح لنا أنه لن يكون هناك تعاون عسكري مع الروس طالما أنهم لم ينأوا بأنفسهم عن موقف دمشق بشأن المعارضة». من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت «من المهم والضروري أن يقوم حوار وثيق مع الولاياتالمتحدة حول هذه المسألة السورية (...) تثبتنا من أننا متفقون جميعاً». وقال غابريال إن اجتماعات آستانة بمشاركة روسياوتركياوإيران وخبراء الأممالمتحدة وممثلي الحكومة السورية والمعارضة أول من أمس، كانت «جيدة، لكن يجب أن تؤدي إلى عملية سياسية في جنيف، حول مسائل الدستور والحكم والانتخابات» في سورية. وحصلت «الحياة» على النسخة الإنكليزية من وثيقة تشكيل اللجنة الثلاثية لوقف النار، ونصت على أن إيرانوروسياوتركيا قررت، استكمالاً لاجتماع آستانة في 23 و24 الشهر الماضي، تشكيل مجموعة عمل في إطار العمل الثلاثي ل «مراقبة وتأكيد الالتزام الكامل بوقف النار ومنع الاستفزازات وتحديد آليات وقف النار، بما في ذلك فصل المجموعات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة عن المجموعات المعارضة المسلحة لتعزيز وقف النار وتقوية إجراءات بناء الثقة ومناقشة قضايا لها علاقة بتعزيز مفاوضات السلام السورية للوصول إلى حل سياسي على أساس القرار 2254». وأضافت أن المجموعة ستضم ممثلين من الدول الثلاث و «خبراء من الأممالمتحدة للوصول إلى حلول لقضايا قيد البحث، وأن خبراء الأممالمتحدة سيدعون لتقديم الدعم الفني للمجموعة». ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، أن قاذفات بعيدة المدى أطلقت سلسلة من صواريخ «كروز» على أهداف لتنظيم «داعش» قرب الرقة. وأضافت الوزارة في بيان أن قاذفات «توبوليف- 95» أقلعت من روسيا وحلقت فوق إيران والعراق للوصول إلى سورية حيث «استهدفت بنجاح معسكرات تدريب ومركز قيادة للمتشددين». وقتل تسعة مدنيين جراء قصف تركي على مدينة الباب، آخر أبرز معاقل «داعش» في الشمال السوري بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بينما أعلنت أنقرة مقتل 13 «إرهابياً» نتيجة عملياتها. وأفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) بأن الخارجية السورية بعثت رسالة إلى مجلس الأمن ضمّنتها بياناً عن خروق القوات التركية ل «السيادة السورية». وطالبت المجلس ب «إلزام تركيا تطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب وبالاحترام التام لسيادة أراضي سورية ووحدتها». وأشار «المرصد» إلى أن القوات النظامية السورية استعادت السيطرة على موقع للغاز في وسط البلاد كان سيطر عليه «داعش». إلى ذلك، قال «المرصد» أمس إنه وثق «إعدام تنظيم جند الأقصى في مدينة خان شيخون الإثنين، 41 عنصراً من هيئة تحرير الشام» في إطار «المعارك العنيفة المستمرة بين الطرفين» في محافظة إدلب، لافتاً إلى أن عناصر «جند الأقصى» بدأوا الاستعداد للانتقال إلى مناطق «داعش» بموجب اتفاق تم التوصل إليه لوقف الاقتتال مع «تحرير الشام» التي تضم فصائل بينها «فتح الشام» (النصرة سابقاً).