تبادل وفدا الحكومة السورية وفصائل المعارضة المسلحة الاتهامات في شأن المسؤولية عن عدم توصل اجتماع آستانة أمس إلى اتفاق لتثبيت وقف النار وآلية تسجيل الخروق والرد عليها، في وقت أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو «انتهاء المواجهات المباشرة» بين القوات النظامية والمعارضة المعتدلة، مشدداً على ضرورة وضع «خرائط فصل الإرهابيين عن المعتدلين». في الوقت ذاته، تتجه الأنظار إلى بون اليوم حيث يُعقد لقاء بين وزراء خارجية «مجموعة أصدقاء سورية» ونظيرهم الأميركي ريكس تيلرسون لتلمس معالم السياسة الجديدة لإدارة دونالد ترامب إزاء سورية بعد لقاء تيلرسون نظيره الروسي سيرغي لافروف أمس. وكان اجتماع آستانة عُقد متأخراً يوماً عن الموعد المحدد سلفاً بسبب وصول مفاوضي المعارضة السورية متأخرين. وتميّز الاجتماع بانتقادات عنيفة وجهها رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري إلى تركيا، وقال إن الاجتماع في عاصمة كازاخستان لم يتمخض عن أي اتفاق جديد، بسبب الوصول المتأخر «غير المسؤول» للمشاركين من وفد المعارضة المسلحة، في حين اتهم عضو في وفد المعارضة أسامة أبو زيد، روسيا بعدم الوفاء بالتزاماتها في خصوص وقف النار وإطلاق معتقلين. ولم يعلن حتى المساء توقيع المشاركين في آستانة مسوّدة اتفاق وقف النار، التي حصلت «الحياة» على نصها، وتضمنت اتفاق دمشق والمعارضة على وقف القتال بضمانات روسية وتركية مع شرح للخروق، بينها «الأعمال العدائية، وأي استخدام للقوة ضد بعضها، والسيطرة على أراض تشغلها أطراف أخرى للاتفاق، ومخالفة أحكام قرار مجلس الأمن الأممي 2254، ورفض السماح للوكالات الإنسانية» بالعمل بحرية، إضافة إلى إنشاء «آلية» لتبادل الأسرى. وكان شويغو أشار خلال لقائه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في موسكو أمس، إلى «انتهاء المواجهات المباشرة بين القوات الحكومية والفصائل المعتدلة». وقال إنه يتوقع من مفاوضات آستانة إقرار «خريطة تظهر بدقة مناطق سيطرة المعارضة المعتدلة والتنظيمات الإرهابية». وأشار إلى مسودة خريطة قدمتها موسكو إلى المفاوضات تم رسمها على أساس إحداثيات قدمها الطرفان (الحكومة السورية والمعارضة)، مشدداً على ضرورة إيلاء تحديد مواقع تنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة» (فتح الشام) أهمية خاصة، لتسهيل مواصلة محاربة هذين التنظيمين لاحقاً بالتعاون مع «المعارضة المعتدلة» وتركيا وإيران. وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي إن اجتماعاً لوزراء خارجية الدول الداعمة للمعارضة سيعقد مع تيلرسون على هامش اجتماع مجموعة العشرين في بون ل «اختبار» موقف وزير الخارجية الأميركي من سورية و «كيف يتماشى مع طريقة تفكير الإدارة الجديدة في شأن هزيمة المتشددين الإسلاميين». إلى ذلك، قال مسؤولون في الأممالمتحدة وديبلوماسيون إن كياناً جديداً يتشكل داخل الأممالمتحدة في جنيف للتحضير لمحاكمات في جرائم حرب ارتكبت في سورية. وصوّتت الجمعية العامة لمصلحة تأسيس هذه الآلية في نهاية العام. ومن المقرر أن يعيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش هذا الشهر قاضياً أو ممثلاً للادعاء ليرأسها. ميدانياً، أجريت مفاوضات أمس لإخراج عناصر من «لواء الأقصى» القريب من «داعش» من ريفي إدلب وحماة إلى الرقة معقل التنظيم شرق سورية، بعد تجدد الاشتباكات بين «لواء الأقصى» و «هيئة تحرير الشام» في إدلب وحماة أسفرت عن عشرات القتلى.