أجرى مسؤولون روس وأتراك وإيرانيون محادثات ثلاثية في آستانة أمس لضمان بدء مفاوضات مباشرة بين ممثلي الحكومة السورية وفصائل معارضة بوساطة الأممالمتحدة اليوم والخروج بوثيقة مشتركة تتضمن تثبيت وقف النار ومبادئ سياسية مساء غد، في وقت اقتربت القوات الحكومية السورية و «حزب الله» من فصائل «درع الفرات» التي تدعمها تركيا في مدينة الباب الخاضعة لسيطرة «داعش» شمال حلب. في الوقت ذاته، واصلت قاذفات أميركية اغتيال قياديين من «فتح الشام» (النصرة سابقاً) في ريف إدلب. (للمزيد) ومع اكتمال وصول وفدي الحكومة برئاسة السفير السوري لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري والمعارضة برئاسة القيادي في «جيش الإسلام» محمد علوش إلى العاصمة الكازاخية، كثفت موسكو وطهران وأنقرة مشاوراتها أمس وعقد الوفد الروسي اجتماعات مع كل من الطرفين على حدة قبل جلسة ثلاثية موسعة، كان يفترض أن ينضم إليها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لتذليل عقبتين تتعلقان بإجراء مفاوضات سورية مباشرة والاتفاق على مبادئ للحل السياسي قبل استئناف مفاوضات جنيف الشهر المقبل. وقال ألكسندر لافرنتييف رئيس الوفد الروسي إنه لم يتضح بعد ما إذا كان ممثلو الحكومة والمعارضة سيلتقون وجهاً لوجه لإجراء مفاوضات مباشرة، فيما أفاد عضو الوفد الروسي المستشار في سفارة روسيا في كازاخستان ألكسندر موسينينكو بأن وفود بلاده وتركيا وإيران تعمل لوضع الوثيقة الختامية، مضيفاً: «تجري المفاوضات بصعوبة وبتعثر، ولكن يجب منح المتفاوضين الوقت اللازم لكي ينفذوا المهمة المعقدة». وينتظر أن يفتتح الرئيس نور سلطان نزارباييف جلسة العمل الأولى ظهر اليوم على طاولة مستديرة تضم جميع المشاركين، بكلمة يحضهم فيها على التوصل إلى حلول مقبولة، إضافة إلى كلمات رؤساء وفود روسياوتركيا وإيران ومندوب الأممالمتحدة والولايات المتحدة الممثلة على مستوى سفيرها لدى آستانة. ووفق الخطة المعلنة، فإن المبعوث الدولي سيشارك في جلسة المفاوضات المغلقة التي تلي جلسة الافتتاح مباشرة و «قد ينضم إليه وسطاء آخرون». وقالت مصادر في المعارضة إن أعضاء وفدها عقدوا اجتماعاً تنسيقياً بعد ظهر أمس لاتخاذ قرار بإجراء مفاوضات مباشرة مع وفد الحكومة وإنهم يريدون التركيز على وقف النار، في مقابل إعلان الجعفري أن الأولوية ل «محاربة الإرهاب». وتجري غداً محادثات ثنائية ومتعددة الطرف، وينتظر وفق المنظمين إجمال نتائج المحادثات في جلسة تعقد بعد ظهر غد لاعتماد الوثيقة المشتركة التي قدمت الأطراف الراعية مسودة عنها للمشاركين. وأكد مصدر روسي ل «الحياة» أن التركيز سينصب على تثبيت وقف النار و «لن تطرح مبادرات أخرى». لكنه أشار إلى احتمال طرح ورقة سياسية «محدودة» جوهرها التأكيد على المسار السياسي في جنيف. ميدانياً، أفادت وسائل إعلام رسمية والإعلام الحربي ل «حزب الله»، بأن القوات الحكومية السورية وحلفاءها أخرجوا «داعش» من قرية صوران شرق حلب، ما يجعلهم أقرب إلى أراض تسيطر عليها عناصر من المعارضة تدعمها تركيا. وتقع صوران على بعد 16 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من الباب التي يحاول مقاتلو المعارضة المدعومون من الطائرات والمدرعات والقوات الخاصة التركية انتزاعها من «داعش» بعدما وصلوا إلى مشارفها قبل شهر. وحققت «قوات سورية الديموقراطية» الكردية - العربية أمس تقدماً إضافياً قرب مدينة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة معقل التنظيم شرق سورية. وقال نشطاء معارضون إن غارة استهدفت قيادياً في «فتح الشام» قرب النيرب في ريف إدلب بعد يومين على إعلان وزارة الدفاع الأميركية مقتل 250 من عناصر التنظيم منذ بداية العام، في وقت قال مسؤول غربي ل «الحياة» إن الأجهزة الأميركية باتت تمتلك «بنك أهداف» يضم عشرات القياديين في «فتح الشام» ونسقت مع الجانب الروسي لبدء استهدافهم في ريفي إدلب وحلب ضمن «قواعد الاشتباك» بين الجانبين في الأجواء السورية التي يسيطر عليها الجيش الروسي.