شكلت «الهيئة التفاوضية العليا» أمس «وفد المعارضة» إلى مفاوضات جنيف المقررة في 20 الشهر الجاري، ودعت مجموعتي موسكووالقاهرة للمشاركة، لكنها اشترطت أن توافقا على بيان مؤتمر الرياض، الذي عقد في نهاية 2015، للانضمام إلى الوفد. وستجرى مفاوضات جنيف بعد اجتماع ينتظر أن يعقد بين ضباط في الجيش النظامي السوري وفصائل المعارضة المسلحة في آستانة برعاية روسيا وتركيا وإيران والأممالمتحدة يومي الأربعاء والخميس المقبلين لتثبيت وقف النار وتحديد الخروق وآلية الرد عليها و «إجراءات بناء الثقة». وتوغلت فصائل «درع الفرات» التي يدعمها الجيش التركي في مدينة الباب معقل «داعش» شمال البلاد بالتزامن مع تقدم القوات النظامية في الريف الجنوبي للمدينة، في وقت قال رئيس «تيار الغد» المعارض أحمد الجربا ل «الحياة» إن «قوات النخبة» التي يدربها الجيش الأميركي ستدخل جنباً إلى جنب مع قوات عربية و «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية إلى مدينة الرقة. وأسفر اجتماع «الهيئة التفاوضية» في الرياض أمس عن تشكيل وفدها المفاوض، الذي ضم عشرين شخصاً، بينهم 10 من الفصائل المقاتلة وخمسة من «الائتلاف الوطني السوري» وثلاثة من «هيئة التنسيق» ومستقلان، وتم انتخاب عضو «الائتلاف» نصر الحريري رئيساً للوفد والمستقل محمد صبرا «كبيراً للمفاوضين». واتفق المجتمعون على توزيع الوفد إلى مجموعات للمشاركة في مفاوضات وقف الأجندة المقترحة وتتعلق ب «الانتقال السياسي» و «الدستور» و «الانتخابات». واعتبر مراقبون أن تغيير «كبير المفاوضين» القيادي في «جيش الإسلام» محمد علوش وإقالة رئيس الوفد العميد أسعد الزعبي «المعارض لروسيا» وتسمية الوفد «وفد المعارضة» وليس «وفد الهيئة» هي إشارات إيجابية إلى المجموعات المعارضة الأخرى وموسكو، لكن المجتمعين اشترطوا أمس، أن يوافق ممثلو المجموعات المعارضة الأخرى على بيان مؤتمر الرياض، الذي عقد في نهاية 2015، للانضمام إلى الوفد، ما شكل عقدة إضافية لأن مجموعتي القاهرةوموسكو تريدان القرار 2254 مرجعية سياسية. وكانت مجموعة القاهرة بعثت رسالة خطية إلى «الهيئة» طلبت فيها عقد اجتماع ثلاثي ل «الهيئة» ومجموعتي القاهرةوموسكو للاتفاق على المرجعية السياسية وتركيبة الوفد المعارض. وقالت في الرسالة التي حصلت «الحياة» على نصها: «ندعو إلى تشكيل وفد واحد لقوى المعارضة على أساس التنفيذ الشامل للقرار 2254 وبيان جنيف بحيث يضم المجموعات الثلاث ليكون وفداً قوياً قادراً على إثبات جدارة الشعب السوري المطالب بحقوقه الشرعية التي أقرتها قرارات مجلس الأمن وبيان جنيف وقرارات الجامعة العربية». وكان رد «الهيئة» باقتراح إضافة اسم أو اسمين إلى وفدها، الأمر الذي اعترضت عليه المجموعتان وبعثتا رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، جاء فيها: «في حال تمسكت الأممالمتحدة بفكرة الوفد الواحد، وهو ما نتمناه ونراه أمراً صائباً، نقترح أن يتم تشكيل الوفد، إذ يضم ثلاثة ممثلين لكل مجموعة»، وهي «الهيئة» ومجموعتا موسكووالقاهرة، إلى ثلاثة ممثلين عن الفصائل التي شاركت في اجتماع آستانة وممثل واحد ل «مجموعة آستانة» وأن تترك مقاعد للمجموعات الأخرى مثل وفد النساء، ليصبح الوفد بين 15و16 شخصاً. وينتظر فريق المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا وصول القائمة النهائية ل «الهيئة» ليقرر الخطوة المقبلة، ما يعني احتمال أن يوجه دعوات إلى المجموعات الأخرى إلى مفاوضات جنيف بموجب القرار 2254، وسط توقعات أن يتم الاتفاق على ذلك ضمن محادثات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد أيام. وتم توجيه دعوات إلى دمشق والفصائل المقاتلة لحضور اجتماع جديد في آستانة يومي الأربعاء والخميس بمشاركة الدول الضامنة الثلاث، لمناقشة اقتراحات محددة ستقدمها الأممالمتحدة لوقف النار وآلية الرد على الخروق. وقال مسؤول غربي ل «الحياة»: «يجب القيام بإجراءات لبناء الثقة وتثبيت وقف النار ضمن آليات معقدة وبعض الوقت لتوفير أجواء لمفاوضات مباشرة في جنيف بين وفدي الحكومة والمعارضة» على النقاط الثلاث الواردة في القرار 2254، وهي: الحكم التمثيلي وغير الطائفي، الدستور، الانتخابات. وكان «فيلق الشام» أعلن تعليق مشاركته في مسار آستانة بسبب عدم التزام وقف النار من القوات النظامية السورية. ولا يشمل وقف النار «داعش» و «فتح الشام» (النصرة سابقاً)، إذ تستمر المعارك ضدهما. وقال الجربا ل الحياة» أمس إنه يأمل بأن تملأ «قوات النخبة»، وهي من المقاتلين السوريين وتضم ثلاثة آلاف مقاتل وتتلقى تدريباً من الجيش الأميركي، الفراغ بعد تحرير مدينة الرقة من تنظيم «داعش» وتشكيل مجلس مدني وتقديم خدمات عاجلة وإغاثة للناس. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «القوات التركية وفصائل معارضة في إطار عملية «درع الفرات» توغلت السبت في القسم الغربي من مدينة الباب وتمكنت من السيطرة على مواقع عدة»، وذلك بعد وصول قوات النظام السوري إلى مشارف المدينة من الجنوب، حيث باتت على بعد 1.5 كيلومتر منها.