اعتبر الرئيس الاميركي السابق جورج بوش ان انعزال الولاياتالمتحدة عن قضايا العالم تُضر بمصلحتها. وقال، في مذكراته التي صدرت امس بعنوان «لحظات حاسمة»، ان قول بعض الاميركيين «ان حقوق المرأة، والصراع العربي - الاسرائيلي، وحقوق الانسان حول العالم ليست مهمتنا، اثرت سلباً في حوارنا الداخلي اثناء فترة رئاستي، وانا قلق منها الآن ايضاًً». وتحمل بوش شخصياً مسؤولية السماح باستخدام «الايهام بالغرق» لاستخلاص المعلومات من «الارهابيين». وقال: «سمحت بذلك ما ساعدنا على انقاذ الاف الارواح»، مشيرا الى أنه اعطى عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.ايه) موافقته الشخصية على تعريض خالد شيخ محمد الذي خطط لاعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، لعملية ايهام بالغرق. وفي مقابلة مثيرة مع «ذي تايمز» البريطانية للترويج للمذكرات، التي نشرت الصحيفة حلقات منها امس، تجنب الرئيس الاميركي السابق تقديم نصيحة لخلفه الرئيس باراك اوباما في شأن التعامل مع قضايا الشرق الاوسط او ايران، واكتفى بانتقاده لأنه قصر بالدفاع عن حركة المعارضة في طهران بعد الانتخابات الرئاسية او حتى انتقاد الحكم برجم المرأة الايرانية سكينة اشتياني. ودعا ايران الى الانفتاح وبدء ديموقراطية فعلية منتقداً حكم الملالي وقائلاًً «ايران ستكون افضل في ظل ديموقراطية حقيقية لا الادعاء باجراء انتخابات ضمن ضوابط تتحكم بها حفنة من رجال الدين الذين يمكن ان يختاروا من يترشح للانتخابات». ورفض بوش الاعتذار عن بعض ما جرى اثناء ولايته، لكنه اعرب عن اسفه لبعض الاخطاء ومنها دخول الحرب على العراق قبل التأكد من ان حكومة صدام تملك اسحة الدمار الشامل. وقال: «الاعتذار معناه ان القرار كان خاطئا». واضاف: «لا اعتقد بان القرار كان خاطئا، اعتقدت بان المقاربة الافضل هي معرفة السبب وموضع الخطأ وكيفية معالجته». واصر على ان «العالم افضل من دون صدام حسين في السلطة لان ذلك معناه ان 25 مليون شخص يعيشون في حرية». واشار الى ان رفع شعار «انتهاء المهمة» العام 2003 كان سابقاً لاوانه كما قال انه اخطأ بسحب سريع لقوات مقاتلة من العراق. وكشف انه فكر في الانفصال عن نائبه ديك تشيني، الذي عرض عليه ان لا يترشح معه لولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية العام 2004 وقال: «فكرت فعلاً في قبول العرض بعدما بات تشيني نقطة سوداء يركز عليها الاعلام واليسار. اذ كان يُنظر اليه على انه كائن بلا قلب يعمل في الظل داخل الادارة». الا ان بوش قرر في النهاية انه بحاجة الى تشيني «لاتمام العمل». وبعد مذكرات بوش، سيُصدر وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد مذكراته في كانون الثاني (يناير) المقبل على ان يصدر تشيني مذكراته بعده بشهور. وقدر الرئيس الاميركي الثالث والاربعين موقف رئيس الوزراء البريطاني الاسبق توني بلير من مشاركته رؤياه للعالم. وقال، عما اذا كان مثل ونستون شرشل، «ان لدى بلير النظرة الاستراتيجية والحكمة». واشار الى ان الصين، وبسبب مشاكلها الداخلية، لا يمكن ان تنافس اميركا ولو كانت قوتها الاقتصادية كبيرة، معتبراً ان الولاياتالمتحدة «ستبقى وحدها القوة الكبرى». واعتبر بوش الذي لم يتخل عن اناقته ولا عن عفويته بعد مغادرته البيت الابيض، ان هجمات ايلول غيرته. لكنه قال: «لقد اتخذت القرارات الصائبة». وعلى جدران مكتبه في تكساس صور له مع زعماء العالم ما عدا جاك شيراك او اي من الزعماء العرب. وعلى رغم انه يقول «انا قاريء شره لكتب التاريخ» الا ان مكتبه خال من الكتب! واعترف «انا اريد ان اكون جزءاً من التاريخ». وقال بوش ان صداقته تقتصر على اربعة من الزعماء الدوليين هم بلير ورئيس الوزراء الياباني السابق جونيشيرو كوزيمو وجون هاوارد رئيس الوزراء الاسترالي السابق وانديرس راسموسن رئيس الوزراء الدانمركي السابق. ويقول انه يتمتع بتمضية ايام، مع كلبه بارني، في مزرعته في كروفورد وهو يحب ان يصطحب زوجته لورا معه «لكنها مشغولة في غالبية الاحيان». وانتقد بوش حركة «حزب الشاي» في الولاياتالمتحدة ووصفها بانها «احتجاجية لن تقطف الثمار لاحقاً». كما اعرب عن اعتقاده ان سارة بالين لن تكون مرشحة الرئاسة عن الحزب الجمهوري في العام 2012.