أطلقت قوات الأمن العراقية اليوم (السبت) قنابل مسيلة للدموع والرصاص المطاط على متظاهرين حاولوا العبور من ساحة التحرير إلى المنطقة الخضراء المحصنة، بحسب ما أفاد شهود ومصادر أمنية. وتجمع المتظاهرون وغالبيتهم من أنصار رجل الدين مقتدى الصدر في ساحة التحرير منذ صباح اليوم مطالبين بإصلاح قانون الانتخابات قبل اقتراع مجالس المحافظات في أيلول (سبتمبر) المقبل. واندلعت أعمال العنف بعد بيان الصدر الذي ألقي في ساحة التحرير وقال فيه «إذا شئتم الاقتراب من بوابة المنطقة الخضراء لإثبات مطالبكم وإسماعها لمن هم داخل الأسوار بتغيير المفوضية وقانونها حتى غروب شمس هذا اليوم فلكم» ذلك. لكن الصدر حذر المتظاهرين من دخول المنطقة الخضراء حيث مقر الحكومة ومفوضية الانتخابات. وأفاد مصدر أمني بأن حوالى مئة شخص أصيوا باختناقات ورصاص مطاطي بينهم مدير مكتب الصدر الشيخ إبراهيم الجابري. وتطالب مفوضية الانتخابات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والمجتمع الدولي بحماية موظفيها بعد تعرضهم لتهديدات مباشرة من قبل بعض مسؤولي التنسيقيات الخاصة بالتظاهرة. وفي شأن آخر، قال العبادي اليوم إن العراق لا يريد أن يكون طرفاً في أي صراع إقليمي أو دولي. وتأتي هذه التصريحات بعدما تحدث العبادي هاتفياً إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتطرقت المكالمة إلى التوتر مع إيران. وكانت هذه هي المكالمة الأولى بينهما. وقال المعلق السياسي المقرب من العبادي، إحسان الشمري، إن تصريحات رئيس الوزراء العراقي تناولت التوترات الأميركية - الإيرانية. وقال الشمري للتلفزيون العراقي «العبادي يشدد مرة أخرى على سياسة الحياد والنأي عن الصراع». ونقل التلفزيون الرسمي عن العبادي قوله إن «العراق حريص على مصالحه الوطنية ومصالح شعبه ولا يريد أن يكون طرفاً في صراع إقليمي أو دولي يؤدي إلى كوارث على المنطقة والعراق». وكان البيت الأبيض قال أمس إن ترامب والعبادي «ناقشا التهديد الذي تمثله إيران على المنطقة بأكملها». واستعرض مكتب العبادي أيضاً أمس ما جاء في المكالمة الهاتفية التي جرت أول من أمس من دون أن يذكر إيران على وجه التحديد. وأكد الجانبان أهمية تعاونهما المستمر ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في الوقت الذي يفقد فيه المتشددون السيطرة على الموصل آخر معقل رئيس للتنظيم في البلاد. ونشرت الولاياتالمتحدة أكثر من خمسة آلاف جندي في العراق وتقدم دعماً جوياً وبرياً في المعركة في الموصل.