أعلنت السلطات العراقية حظر التجول في بغداد حتى إشعار آخر بعد أن اقتحم متظاهرون لفترة قصيرة مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي الواقع في المنطقة الخضراء المحصنة. وافاد بيان رسمي بأن «قيادة عمليات بغداد قررت حظر التجول في بغداد حتى اشعار آخر» بعد ثاني عملية اقتحام للمنطقة الخضراء خلال ثلاثة أسابيع. وقال شهود: إن قوات الأمن العراقية فتحت النار على المحتجين وقتل ثلاثة متظاهرين وأصيب 22 آخرون برصاص القوات العراقية بعد اقتحام المنطقة الخضراء. وقال التليفزيون الرسمي العراقي في نبأ عاجل أمس الجمعة: إن الجيش فرض حظر تجول في بغداد حتى إشعار آخر بعدما أطلقت قوات الأمن النار على محتجين اقتحموا المنطقة الخضراء شديدة التحصين. وذكر الجيش أن السلطات استعادت السيطرة على الموقف. وتجمع المتظاهرون الذين اقتحموا المنطقة الخضراء المحصنة ودخلوا مبنى الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي، في مكتب رئيس الحكومة حيدر العبادي ومكتب المركز الصحفي وأقسام الأمانة العامة لمجلس الوزراء والبرلمان العراقي. وقالت مصادر أمنية: إن الصدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن في المنطقة الخضراء أدت الى سقوط 58 جريحا بينهم عناصر من الأمن، في حين قال متظاهرون: «إن ثلاثة متظاهرين قتلوا وأصيب 22 آخرون برصاص القوات العراقية بعد اقتحام المنطقة الخضراء»، وشوهدت سيارات الإسعاف وهي تنقل الجرحى إلى المستشفيات. وشوهد انتشار أمني كثيف حول المباني الحكومية في العاصمة بغداد، وبخاصة مبنيي البنكين المركزي ومصرفي الرشيد والرافدين الحكوميين خشية انفلات الوضع الأمني بشكل اكبر. فيما قطعت القوات الأمنية -التي دخلت حالة انذار قصوى- عددا من الطرق الرئيسة في بغداد، كما أغلقت مداخل العاصمة العراقية. وأبدى مقتدى الصدر دعمه لمحتجين اقتحموا المنطقة الخضراء الحصينة ببغداد، وأدان استخدام القوة ضدهم من قبل قوات الأمن العراقية. وقال الصدر في بيان: «إنني لأحترم خياركم وثورتكم العفوية السلمية، تعسا لحكومة تقتل أبناءها بدم بارد». وتشير المعلومات الواردة من بغداد الى أن انصار مقتدى الصدر وأناسا من جماعات أخرى أغضبهم فشل الحكومة في إقرار إصلاحات لمكافحة الفساد وتوفير الأمن، اقتحموا مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي داخل المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد. وواجه آلاف المحتجين -الذين يطالبون باصلاحات حكومية- في بادىء الأمر مقاومة شديدة من قوات الأمن، لكنهم تمكنوا في النهاية من اقتحام المنطقة المحصنة ودخول مكتب رئيس الوزراء. وتجمع آلاف المتظاهرين أمس الجمعة في ساحة التحرير قبل أن ينطلقوا تجاه المنطقة الخضراء، رافعين أعلاما عراقية مرددين: «سلمية، سلمية».