على رغم النفي الذي أصدرته الحكومة الليبية السبت لخبر تسلمها الليبي محمد سعيد الدرسي الشهير ب"أبو عزام الليبي" من عمان، مقابل الإفراج عن السفير الأردني المختطف فواز العيطان، التزمت الحكومة الأردنية الصمت ولم تنف أو تؤكد صحة الخبر، في حين أكد محامي الدرسي في العاصمة الأردنية ل"الحياة" ترحيل الأخير إلى طرابلس منذ فجر الجمعة. وكانت وكالة الأنباء الليبية قد نقلت اليوم عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الليبية سعيد الأسود قوله إن "لا علم للوزارة عما تردد عن نقل الدرسي إلى ليبيا، في إطار جهود تحرير السفير الأردني المخطوف". ونقلت عنه أيضا أن "أجهزة الدولة المختلفة تواصل جهودها بالتعاون مع وسطاء مدنيين، من أجل إطلاق سراح السفير الأردني، إضافة إلى دبلوماسيين من السفارة التونسية". لكن محامي الجماعات الإسلامية في الأردن موسى العبداللات، أكد ل"الحياة" أن السلطات الأردنية رحلت الدرسي بالفعل إلى طرابلس فجر الجمعة، على الرغم أنه مدان امام محكمة عسكرية أردنية بالإرهاب، وذلك في مقابل الإفراج عن سفيرها المختطف منذ الثلثاء قبل الماضي في العاصمة الليبية. وقال العبداللات وهو وكيل الدرسي " موكلي غير موجود حاليا في السجن الأردني.. لقد رحل إلى ليبيا فجر امس، لمبادلته مع السفير العيطان"، رافضا كشف المصادر التي أكدت له ترحيل موكله. وقالت مصادر من التيار السلفي الجهادي الأردني ل"الحياة" إن "الدرسي اختفى من مهجعه في سجن الموقر (جنوبعمان) منذ ليل الخميس الماضي". وأضافت "الدرسي كان يقضي حكم السجن في مهجع يضم العديد من عناصر التيار المتهمين بالإرهاب، وقد نقل من المهجع وفقد أثره منذ ليل الخميس". وقال زعيم السلفيين الجهاديين في جنوبالأردن، محمد الشلبي الشهير ب"أبو سياف"، في تصريح مقتضب ل"الحياة" إن "الدرسي ينام الآن في ليبيا، ومن المفترض أن يفرج عن السفير الأردني المختطف في غضون ساعات، وربما أيام قليلة حاسمة". والشلبي له اتصالات مع التيارات السلفية القريبة من تنظيم القاعدة، والمنتشرة في المنطقة العربية، وسجن سابقا لدى السلطات الأردنية لاتهامه بالإرهاب. وكان رئيس لجنة الدفاع عن المعتقلين السياسيين في الأردن، محمد خلف الحديد، قال ل"الحياة" إن "عمان أطلقت سراح الدرسي ورحلته إلى ليبيا الجمعة، تمهيدا لتسلم سفيرها". وأضاف أن "إطلاق المعتقل الليبي، جرى استنادا إلى اتفاقية الرياض العربية لتبادل المطلوبين، والتي تنص على استكمال مدة محكوميته في بلاده". وكانت مصادر أردنية اكدت سابقا أن "هناك اتصالات مكثفة جرت بين السلطات الأردنية وزعامات عشائرية ليبية، لإبرام التفاصيل الفنية المتعلقة بنقل الدرسي إلى ليبيا، على أن يطلق سراح العيطان حال وصول المعتقل الليبي إلى بلاده". وحتى يوم أمس، رفضت السلطات الأردنية التعليق على خبر إطلاق الدرسي، وكان لافتا أنها لم تلجأ إلى نفي الخبر، ولم تؤكده أيضا. واكتفت بتصريح مقتضب على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية الأردنية، صباح الرافعي، جاء فيه أنه "سيتم إعلان أي معلومات مرتبطة بقضية السفير العيطان بحسب مقتضى الحال، وبما يراعي الاتصالات الجارية بشأن القضية". وكان جهاز المخابرات الأردنية قد اعتقل الدرسي في 2006 مع عراقيين اثنين في منطقة جبل الحسين (وسط عمان)، ووجه إليه إضافة إلى 3 عراقيين وسعودي، فارين من وجه العدالة، تهمة "الضلوع في مؤامرة ارهابية تفضي إلى تفجير مطار الملكة علياء الدولي". وقضت محكمة أمن الدولة العسكرية على الدرسي بالمؤبد، بعد إدانته بتهم "المؤامرة بقصد القيام بأعمال ارهابية، وحيازة مواد مفرقعة من دون ترخيص قانوني بقصد استعمالها على وجه غير مشروع".