أفيد أمس بشن طائرات روسية وسورية غارات على مواقع «داعش» في دير الزور شرق سورية وسط اشتباكات بين القوات النظامية والتنظيم، في وقت استأنف «قوات سورية الديموقراطية» الكردية - العربية هجومها قرب مدينة الطبقة التابعة للرقة معقل «داعش» شرق سورية. وسعى وسطاء إلى حل الخلاف بين «حركة أحرار الشام» و «فتح الشام» (النصرة سابقاً) في ريف إدلب. ونقلت وكالة الإعلام عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن ست طائرات حربية روسية نفذت ضربات جوية على أهداف لتنظيم «داعش» في محافظة دير الزور السورية السبت. وانطلقت الطائرات من الأراضي الروسية وشنّت السبت غارات على مواقع لتنظيم «داعش» في محيط دير الزور. وهذه أول ضربة بعيدة المدى توجّهها مقاتلات روسية منذ إعلان تقليص الوجود العسكري الروسي في سورية والبدء بسحب قطعات ثقيلة، بينها حاملة الطائرات «أميرال كوزنيتسوف» والطراد النووي «بطرس الأكبر». وقال ناطق عسكري أن الغارات التي شنّها الطيران بعيد المدى تؤكد أن موسكو ستواصل تنفيذ أهدافها بتوجيه ضربات مؤثرة الى مواقع الإرهابيين من مراكزها داخل الأراضي السورية أو قواعدها الأساسية في الأراضي الروسية. من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «الطائرات الروسية وطائرات النظام صعدت قصفها مستهدفة مناطق في منطقة المقابر ومناطق في غرب مطار دير الزور العسكري، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة ومستمرة في المنطقتين بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وداعش وسط استهدافات متبادلة بين الجانبين، في محاولة من كل طرف تحقيق تقدم على حساب الآخر». في وسط البلاد، قال «المرصد» إن الطيران السوري «شن غارات على مناطق في محيط مدينة تدمر والمحطة الرابعة ومحيط مطار التيفور بريف حمص الشرقي ومفرق التياس، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والتنظيم من جهة أخرى، في محيط المحطة الرابعة والتياس بالريف الشرقي لحمص، بالتزامن مع قصف لقوات النظام على مواقع الاشتباك، ومناطق سيطرة تنظيم داعش». وفي الرقة، أشار «المرصد» إلى أنه «بعد توقف تقدمها لأيام عند أطراف منطقة السويدية صغيرة الواقعة على بعد نحو ثلاثة كيلومترات شمال غربي سد الفرات الاستراتيجي بالريف الشمالي للطبقة بريف الرقة الغربي، بدأت قوات سورية الديموقراطية منذ ساعات الليلة الفائتة هجوماً عنيفاً على قرية السويدية كبيرة الواقعة على بعد كيلومتر تقريباً من سويدية صغيرة، في محاولة لتحقيق تقدم والسيطرة على القرية، بغية تأمين توجهها نحو سد الفرات وتحصين هذا التقدم وتأمينه من جانبيه». وتابع أن «انفجارات عنيفة هزّت المنطقة، بالتزامن مع الاشتباكات العنيفة بين قوات سورية المدعمة بقوات خاصة أميركية من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، والتي لا تزال مستمرة في قرية السويدية كبيرة، وسط تقدم لمقاتلي القوات في أطراف القرية، ترافق مع انفجار ألغام زرعها التنظيم في أطراف المدينة، وسط تحليق لطائرات التحالف الدولي في سماء المنطقة واستهدافها مواقع التنظيم ومناطق في القرية في شكل مكثف، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الجانبين». وقتل ما لا يقل عن 17 عنصراً من تنظيم داعش في اشتباكات مع قوات سورية الديموقراطية بمحيط السويدية الصغيرة، حيث تمكنت القوات من سحب جثث أكثر من 10 منهم، في حين وردت معلومات مؤكدة عن أن عناصر من قوات سورية قضوا في القصف والاشتباكات ذاتها، وسط تكتم للأخير على خسائره البشرية، التي يجري تشييعها في شكل متلاحق في مدن وبلدات وقرى تسيطر عليها قوات سورية التي لم تتمكن منذ سيطرتها على قرية سويدية صغيرة من تحقيق أي تقدم نحو سد الفرات أو مناطق أخرى عند الضفاف الشمالية لنهر الفرات بريف الرقة الغربي». في الجنوب، جددت قوات النظام قصفها لمناطق في بلدتي مضايا وبقين بريف دمشق الغربي، ترافق مع فتحها لنيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في البلدتين، بينما قصفت قوات النظام بقذائف الهاون مناطق في أطراف بلدة عين ترما بالغوطة الشرقية، بحسب «المرصد». وأضاف: «قضى 3 مقاتلين من الفصائل المقاتلة، إثر استهداف سيارتهم بصاروخ موجه من قبل قوات النظام على الطريق الواصل بين بلدتي كفرناسج والمال بريف درعا». في شمال غربي البلاد، لا يزال التوتر يسود مناطق عدة بريف إدلب «بين حركة أحرار الشام الإسلامية وجبهة فتح الشام، بالتزامن مع الاشتباكات المستمرة بين الجانبين، في منطقة قميناس بريف إدلب الجنوبي الشرقي، في محاولة من أحرار الشام السيطرة على المنطقة، بالتزامن مع إطلاق نار متقطع في جبل الزاوية بالقطاع الجنوبي من ريف إدلب، حيث وردت معلومات عن سقوط خسائر بشرية في صفوف الجانبين. وأشار «المرصد» إلى «اشتباكات جرت في عدة قرى وبلدات بجبل الزاوية من بينها كنصفرة وإبلين اللتين سيطرت عليهما فتح الشام، بالإضافة لقرى بليون ومشون وأبديتا التي استعادتها أحرار الشام عقب اشتباكات بوتيرة عنيفة وهجوم مباغت من قبل فتح الشام شهده جبل الزاوية بالقطاع الجنوبي من ريف إدلب خلال الساعات التي تبعت الهدوء الذي ساد المنطقة ومحاولات التقارب التي جرت عبر وسطاء بين طرفي الاقتتال الذي خلف خسائر بشرية في صفوفهما، إضافة لأسر فتح الشام مقاتلين من أحرار الشام». وألقت طائرات مروحية مناشير على الراشدين وجمعية الزهراء بأطراف مدينة حلب الغربي وبلدتي خان العسل والمنصورة بريف حلب الغربي تدعو «المسلحين لترك السلاح قبل العملية العسكرية».