ناقش رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مع نظيره اليوناني جورج باباندريو في أثينا امس، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تسوية الخلاف حول الحدود البحرية والجوية في بحر ايجة الفاصل بين البلدين. وهذه الزيارة الثانية لأردوغان الى أثينا خلال خمسة أشهر، ما يُعتبر مؤشراً إلى تقارب في العلاقات، اذ حمل أردوغان معه اقتراحاً ديبلوماسياً لتخفيف التوتر العسكري المستمر بين البلدين، والمتمثل في المناورات المستمرة لمقاتلات البلدين فوق بحر ايجة والتي تكلف الطرفين مبالغ مالية طائلة. واقترح أردوغان ترك مسافة او مساحة بين الحدود المفترضة والمتنازع عليها بين البلدين، بحيث لا تتعرّض أي مقاتلة أو طائرة تبعد أكثر من عشرة أميال عن البلد الآخر، لأي سجال أو تحرّش عسكري من الطرف الآخر. ويعمل البلدان على تقليص المناورات التي تُجرى في منطقة الأميال الأربعة بين الحدود الواقعية وهي ستة أميال، والحدود المُطالب بها وهي عشرة أميال، وتحلّق مقاتلات البلدين من دون سلاح فوق بحر إيجة. وشبّهت تركيا هذه الرزمة من الاقتراحات، بتحويل النزال بين البلدين من مباراة كرة سلة تتدافع فيها الأكتاف، الى مباراة كرة طائرة تفصل فيها شبكة بين الطرفين. كما بحث أردوغان مع باباندريو امكان تحريك الملف القبرصي، من أجل ايجاد تسوية قريبة للمسألة، تعيد توحيد الجزيرة المقسمة وتزيد فرص انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي. وفي هذا الإطار، كشفت أنقرة عن دعوة قدمها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لرئيس القبارصة اليونانيين ديمتري خريستوفياس وزعيم القبارصة الأتراك درويش أراوغلو، للقائه في نيويورك قريباً، قبل أن يبدأ بان في كتابة تقريره السنوي عن القضية القبرصية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، والذي تراهن أنقرة على أن يحرّك القضية القبرصية مجدداً، من أجل اجراء مفاوضات جدية برعاية المنظمة الدولية. وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو دعا الاتحاد الأوروبي الى اقناع القبارصة اليونان بالموافقة على عقد مؤتمر دولي، مثل ذاك الذي أُجري عام 2004 برعاية الأمين العام للأمم المتحدة حينها كوفي أنان، من أجل وضع خطة لتوحيد الجزيرة، لكن الاتحاد لم يتجاوب مع اقتراحه.