وصل وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر أمس الى بغداد في زيارة غير معلنة، للبحث في تطورات معركة الموصل وأكد استمرار دعم واشنطن القوات العراقية. إلى ذلك، أعلنت فصائل «الحشد الشعبي» سيطرتها على مزيد من القرى في إطار «عملية كبرى» لتأمين الحدود مع سورية، وحققت قوات «جهاز مكافحة الإرهاب» تقدماً وسط الأحياء السكنية في الجانب الأيسر من الموصل. وأفاد مصدر عراقي بأن «زيارة كارتر «هي الأخيرة له قبل تسلم الرئيس المنتخب دونلاد ترامب مهامه في البيت الأبيض، وأضاف أنه «بحث مع رئيس الوزراء حيدر العبادي وقادة التحالف الدولي في تطورات معركة الموصل المستمرة منذ حوالى شهرين وحاجات القوات العراقية». وقال سعد الحديثي، الناطق باسم مكتب العبادي، أن المحادثات بين رئيس الوزراء وكارتر «تركزت على العمليات الجارية لتحرير الموصل والمناطق المتبقية في محافظة نينوى، وسبل التواصل وتعزيز التنسيق بين العراقوالولاياتالمتحدة وبين العراق والتحالف الدولي». وتابع أن كارتر «أكد الاستعداد لإنجاز النصر النهائي في هذه المعركة على المستوى العسكري وتحقيق الاستقرار في المدن المحررة». وزاد أن «هذا كان جزءاً أساسياً في الحوار خلال اللقاء» الذي أكد الدعم المستمر من الولاياتالمتحدة والتحالف الدولي للعراق على مستوى التدريب والتسليح والتجهيز للقوات العراقية. وسيلتقي الوزير الأميركي «رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في أربيل لمناقشة مشاركة قوات البيشمركة في تحرير الأراضي، إضافة إلى مناقشة المساعدات العسكرية التي تقدمها أميركا للقوات الكردية». وفي العراق حوالى 6 آلاف عسكري أميركي يقدمون دعماً استخبارياً ولوجستياً إلى القوات العراقية، فيما توفر الطائرات الأميركية غطاء جوياً للمعارك ضد «داعش». وتأتي زيارة كارتر بعد يوم من اتصال هاتفي أجراه رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم مع العبادي أكد خلاله أن «مهمة القوات التركية في بعشيقة ستنتهي بعد إتمام القوات العراقية تحرير الموصل، وحرص بلاده الشديد على سيادة العراق ووحدة أراضيه». وطالب ب «استئناف اجتماعات اللجنة الاستراتيجية العليا بين بغداد وأنقرة برئاسة رئيسي وزراء البلدين». ميدانياً، أعلن «فريق الإعلام الحربي» في هيئة «الحشد الشعبي» في بيان أمس أن «قوات الحشد بدأت عملية كبرى انطلاقاً من جنوب وشمال المحور الجنوبي من جهة ناحية تل عبطة باتجاه الغرب والمحور الشمالي من جهة مطار تلعفر، غرب الموصل»، مؤكداً «تحرير قرى الريفية وتل ميدان قولي وتل غزار جنوب غربي الناحية، وكذلك قرية الريزية وتقدمت نحو قرية شواه، وتم إجلاء مئات الأسر من قرية ياسين حلبوص». وأشار قادة في الحشد الى أن السيطرة على تل عبطة، خلال اليومين الماضيين، ساهمت في شكل كبير في تأمين الحدود العراقية - السورية وحرمت التنظيم من خط إمداد رئيسي». في حين أفاد مصدر أمني بأن «قوات الحشد تعرضت لهجمات بالعربات المفخخة في منطقة عين الحصان قرب تلعفر». في الجانب الأيسر للموصل، اقتحمت القوات العراقية أمس حياً شرق المدينة، في إطار خطة تهدف للوصول إلى ضفة نهر دجلة تمهيداً لاقتحام الجزء الغربي للمدينة، المعقل الرئيس لمسلحي «داعش». وفي محور قوات «جهاز مكافحة الإرهاب»، أكد الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي أمس «اقتحام حي الفلاحات»، وقال: «أصبحنا على بعد نحو 3 كليومترات عن ساحل دجلة»، وتابع أن «عصابات داعش تبدي مقاومة، لكن التقدم يسير بثبات». ويأتي هذا الإعلان بعد ساعات من السيطرة على أربعة أحياء، في وقت يرى خبراء عسكريون حاجة الجيش إلى مزيد من الوقت للسيطرة على 25 حياً ما زالت تحت سيطرة «داعش». وقال قائد قوات النخبة اللواء الركن سامي العارضي أن قواته «تمكنت من تطويق ثلثي حي الفلاح، أكبر أحياء الساحل الأيسر لمدينة الموصل، وتمكنت من قتل 25 داعشياً». ونقلت وسائل إعلام كردية عن القائد في قوات «البيشمركة» سامان طالباني قوله أمس: «بعد تحرير حيي النور والفلاح، ستكون المرحلة الأولى من عملية الموصل قد أنجزت بنجاح، وستتوقف موقتاً». وأعلن مصدر أمني أمس أن «طائرات التحالف الدولي قصفت للمرة الثانية آخر جسور المدينة الخمسة ويعرف بالجسر القديم، ما أدى إلى فصل نهايته عن شارع الفيصلية شرق الموصل»، ما يعني فصل جانبي المدينة في شكل كلي، وحرمان دفاعات «داعش» في الجانب الأيسر من تلقي الإمدادات. وأكد ضابط في الشرطة الاتحادية «المباشرة بعمليات لعزل الساحل الأيمن، بعد وصول تعزيزات إلى المحور الجنوبي - الشرقي. وقال الناطق باسم تنظيمات الحزب «الديموقراطي الكردستاني» في نينوى سعيد مموزيني ل «الحياة» إن «ثلاثة من قادة داعش هم أبو مسلم الشيشاني وأبو وليد وأبو قحطان، فروا إلى سورية»، لافتاً إلى أن «هؤلاء كانوا من دعاة تغيير زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي». وكانت تقارير ذكرت قبل نحو شهر إعدام العشرات من عناصره وقادته بتهمة التورط في تدبير انقلاب على «دولة الخلافة».