أعلن «الحشد الشعبي» تحرير بلدة تل عبطة الإستراتيجية بعد عزلها عن منطقة الحضر والقيروان، جنوب تلعفر. وحذر عضو في مجلس محافظة نينوى من أن «داعش» يمهد لغارات أشد ضراوة في الجانب الأيمن من المدينة. وأكد قادة عسكريون أميركيون خلال اليومين الماضين حاجة القوات العراقية إلى شهرين إضافيين لبسط سيطرتها، في ظل معركة معقدة تخوضها في الأحياء الشرقية المكتظة. وأعلن صفاء الساعدي، القيادي في «حركة أهل الحق»، أحد فصائل «الحشد الشعبي» عبر «قناة العهد» «تحرير تل عبطة بالكامل من الإرهابيين». وأفاد إعلام الحشد في بيان أمس أن قواته «تحركت باتجاه ناحية تل عبطة وتستعد لاقتحامها وتحريرها بعد تحرير قريتي تل فارس وتل عبطة الجنوبي، وتم عزل الناحية عن قضاء الحضر والقيروان وتمثل أهم معاقل التنظيم لأنها تربط بين أقضية تلعفر والحضر والبعاج»، وأكد «إحباط عدد من الهجمات الانتحارية بالعربات المفخخة في المحور». وتناقلت وسائل إعلام محلية خبراً عن مصادر أن «زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي موجود قرب الناحية، للإشراف على المعارك المرتقبة». في المحور الشرقي، أفاد «جهاز مكافحة الإرهاب» أن «طائرات التحالف الدولي دمرت جسراً شيده مسلحو داعش كان يستخدم لنقل السلاح والعتاد»، حيث تخوض عناصر الجهاز معارك ضارية وتمكنت أمس من السيطرة على حي الإعلام. وجاء في بيان لقوات التحالف أن طائراته «شنت غارات دقيقة على مستشفى السلام، جنوب شرقي الموصل، بعد أن طلبت القوات العراقية دعماً فورياً»، بعد أن انسحبت من المستشفى في وقت سابق تحت ضغط هجمات التنظيم. وأعلنت «قيادة العمليات المشتركة» في بيان آخر أنها «تصدت لعناصر داعش الإرهابي الذين تحصنوا في بعض أبنية مستشفى السلام في الجانب الأيسر من الموصل وقاموا بحرق جزء منه ما استدعى استخدام الطائرات لضرب أعداد كبيرة من الانتحاريين وتكبيد العدو خسائر كبيرة». وعن أسباب بطء تقدم القوات، قال عبدالرحمن الوكاع، عضو مجلس محافظة نينوى ل «الحياة» إن «السبب الرئيسي يكمن في الكثافة السكانية العالية وليس بسبب قدرات داعش الدفاعية، فمبدأ المعركة هو الحفاظ على الأرواح وتحريرها قبل كل الأراضي»، لافتاً إلى أنه «خلال اليومين الأخيرين تم تحرير مناطق مهمة في الساحل الأيسر خصوصاً مستشفى السلام الذي كان أهم معاقل التنظيم». وعما إذا كانت خطة محاصرة «داعش» وعدم ترك منفذ لانسحابه دفعته إلى الثبات والقتال حتى الموت قال إن «داعش يربط مصيره بالموصل باعتبارها آخر معقل له في العراق وقد لا يستطيع الانسحاب باتجاه الرقة أهم معاقله في سورية فهي مطوقة أيضاً، لكن ما زال أمامه منفذ تركته القوات الأمنية ليهرب باتجاه قضاء تلعفر»، ولم يستبعد أن «يتشبث التنظيم بالساحل الأيسر للمدينة»، واستدرك: «لكنه سيتقهقر عاجلاً أم أجلاً، ويعول في طول بقائه على الجانب الأيمن لكثافته السكانية وتداخل أحيائه». وتابع أن التقارير التي تحدثت عن ضغوط إيرانية مورست على الحكومة العراقية لتطويق الموصل ومنع عناصر «داعش» من التوجه إلى سورية «ليست صحيحة»، مشيراً إلى أن «التنظيم جاء أساساً من سورية، وهناك أكثر من جماعة تقاتل النظام في دمشق، لا بل أن محور الحشد الشعبي الغربي كان هدفه قطع إمداد داعش من سورية، وليس العكس». وزاد: «يبدو أن استراتيجية التنظيم تغيرت منذ انطلاق معركة تحرير الرقة، والتحالف الدولي استهدف تحركه بين الرقة والموصل».