تتقدم قوات جهاز مكافحة الإرهاب بحذر في الأحياء الشرقية للموصل، وقد تمكنت أمس من السيطرة على منطقة استراتيجية في حي القادسية، فيما دعا وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إلى ضرورة بقاء وحدات عسكرية من قوات التحالف في العراق حتى بعد طرد «داعش» منها. وأعلن الفريق عبد الوهاب الساعدي أمس «السيطرة على التل الأثري الإستراتيجي بين حيي القادسية الأولى والقادسية الثانية، بعد قتل العشرات من الإرهابيين». وأفادت خلية «الإعلام الحربي» أن القوات واصلت تطهير المناطق المحررة وأحياء البكر والاربجية والزهراء والتحرير، فيما تواصل الفرقة التاسعة واللواء الثالث توغلها داخل حي الانتصار وجديدة المفتي والسلام ويونس السبعاوي وفلسطين»، في حين أكد مصدر مطلع أن «قطعات الفرقة 16 تطهر الأحياء في المحور الشمالي، بعد استعادتها خلال اليومين الماضيين». وطالب قائد «الحرس الوطني»، محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي في بيان أمس ب «دعم دولي مباشر على الصعيدين العسكري والمدني للإسراع في الحسم بخسائر أقل، بعدما دخلت المعركة مرحلة جديدة في طول المدة وغياب الخطة المدنية»، وحض الحكومة الاتحادية على «عدم الاستماع إلى المزيد من الأكاذيب حول قيام أجهزتها الخدمية بواجبات الإغاثة». وأفاد مصدر عسكري أمس أن «طائرات التحالف الدولي استأنفت غاراتها على مواقع محددة للتنظيم في الأحياء الشرقية مع تحسن الطقس، فيما وفرت مروحيات التحالف تساندها أخرى عراقية التغطية للقوات المهاجمة، خصوصاً قوات الفرقة الذهبية، بعدما كان عناصر التنظيم استغلوا العاصفة الترابية التي ضربت المنطقة لشن هجمات انتحارية مباغتة»، وزاد أن «القصف الجوي طاول أيضاً معاقل داعش قرب مطار الموصل من الجهة الجنوبية». إلى ذلك، أكدت قوات «الحشد الشعبي» في بيان أمس «تدمير سيارة مفخخة يقودها انتحاري أثناء محاولته استهداف مقاتلي الحشد في قرية الشريعة العليا المحررة، غرب قضاء تلعفر»، كما أكد لواء «منظمة بدر» «صد هجوم في قرى عين الحصان قرب مطار تلعفر، بعد تفجير سيارة مفخخة، والاستحواذ على ثماني عربات بينها ثلاث من نوع همر، بالإضافة إلى جرافة مدرعة». ولفت بيان ل «الإعلام الحربي» إلى أن «مركز ناحية تل عبطة الذي تحاصره قوات الحشد فيه عناصر داعش فقط، بعد أن نزح المدنيون إلى أطرافها وأكثرهم في خيم الطريق الذي يربط تل عبطة الجنوبية بمركز الناحية». من جهة أخرى، أعلنت الشرطة الاتحادية «العثور على المركز الإعلامي ل «داعش» في دور المشراق، جنوب ناحية حمام العليل، وفيه أجهزة تصوير وأفلام ووثائق مهمة، فضلاً عن إصدارات وعملات. في واشنطن، دعا كارتر إلى «ضرورة بقاء وحدات من القوات الأميركية وحلفائها في العراق حتى بعد هزيمة داعش الإرهابي في الموصل»، وقال في كلمة ألقاها خلال «منتدى الدفاع الوطني» في كاليفورنيا إن «مهمة التحالف يجب أن لا تقتصر على إنهاء التنظيم، بل الاستمرار في محاربة المسلحين الأجانب ومواجهة محاولاتهم تغيير مناطق أنشطتهم وتجمعاتهم». ودعا إلى «ضرورة تقديم مساعدات إلى السلطات العراقية من خلال تدريب الشرطة المحلية وقوات حرس الحدود وغيرها من الصنوف العسكرية لمسك الأرض». وفي إطار جهود التنسيق في معركة الموصل، عقد المبعوث الأميركي الخاص ل «التحالف الدولي» بريت ماكغورك اجتماعاً مع رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني دعا خلاله إلى «ضرورة وجود خطة سياسية وأمنية عامة لمرحلة ما بعد داعش، وأهمية التواصل بين أربيل وبغداد لحل خلافاتهما، خصوصاً في ما يتعلق بمستقبل المنطقة بعد القضاء على التنظيم». ودعا بارزاني إلى «وضع خطة مشتركة لإعادة الثقة بين المكونات في سهل نينوى».