أصبحت الموصل محاصرة من مختلف المحاور بحلقة محكمة، بعدما استكملت قوات «الحشد الشعبي» تطويق المدينة وعزلت «داعش» داخلها، وقطعت طريق إمداده الرئيسي عبر الحدود السورية، في وقت واصل الجيش تقدمه في المحور الجنوبي، وأعلن قتل «وزير الإعلام» في التنظيم بضربة جوية. (للمزيد) ويتولى الحشد مهمة العمليات في المحور الغربي في معركة الموصل، وبسط سيطرته على عشرات القرى، وحاصرت فصائله قضاء تلعفر الواقع على خط إمداد «داعش» وصولاً إلى الحدود السورية، في ظل تحذيرات محلية وإقليمية من مغبة دخوله المدينة ذات الغالبية التركمانية. وجاء في بيان ل «الحشد» أن عناصره تمكنوا من «عزل الموصل بشكل كامل، وقطعوا الطريق الرابط بين تلعفر وقضاء سنجار، والتقوا مع قطعات البيشمركة في منطقة سينو». إلى ذلك، أفاد مصدر كردي بأن «أرتالاً تابعة لداعش كانت تحاول التوجه نحو الحدود السورية لكنها اضطرت للعودة إلى تلعفر، بعد قطع الطريق باتجاه بلدة سنجار على بعد 60 كيلومتراً عن الموصل». وقال الناطق باسم «عصائب أهل الحق» جواد الطليباوي: «نحن في انتظار صدور أمر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي لاقتحام تلعفر، وفي حال رفضه مشاركتنا سنكون قوة مساندة». وأوضح: «إذا لم تدخل قواتنا إلى تلعفر سنكتفي بتقديم الإسناد وإفساح المجال للجيش كي يتقدم». وكان نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس أعلن انتهاء المرحلة الرابعة من عمليات غرب الموصل، بعد عزل المدينة تماماً عن كل المحافظات ولم يبق سوى الطريق الذي يربطها بتلعفر وهذه قضية داخلية ستعالج خلال الأيام المقبلة». من جهة أخرى، نقل بيان عن قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الأمير يار الله، قوله إن «قطعات الفرقة المدرعة التاسعة وفوج مغاوير الفرقة 15 تمكنت من تحرير قرى قرة تبة وحاوصلات والطواجنة القديمة، شمال غربي الزاب». وفي المحور الجنوبي أعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق الركن رائد شاكر جودت «تحرير ست تلال مهمة، وهي تل نص وتل ناصر وتل السمن وتل واعي وتل الهشيم وتل الذهب، ليستمر تقدم قواتنا في محاور الجنوب والجنوب الغربي ومحور الزاب بعد تحرير القرى والمناطق شمال ناحية النمرود». وفي الجانب الأيسر ما زالت قوات «مكافحة الإرهاب» تخوض معارك ضارية داخل أحياء الموصل الشرقية المكتظة وتتقدم ببطء بسبب احتماء التنظيم بالمدنيين، على ما قال قادة عسكريون، بموازاة تقارير تتحدث عن قتل مدنيين بقصف عشوائي يشنه «داعش»، فيما أخفقت فرقة المشاة ال16 في تحقيق مكاسب مهمة في المحور الشمالي منذ انطلاق العمليات. وفي تطور آخر، أفاد مصدر محلي بأن «عدداً من عناصر الحرس الوطني بقيادة المحافظ السابق أثيل النجيفي قتلوا وأصيبوا، بينما وقع آخرون أسرى لدى داعش، في عملية عند محور الشلالات شمال شرقي المدينة». وأشارت الأنباء الواردة من داخل الموصل إلى أن «داعش استعرض الأسرى في شوارع المدينة قبل أن يقدم على إعدامهم أمام السكان». وأعلنت «خلية الإعلام الحربي» أمس، أن «وزير الإعلام في التنظيم المسؤول عن إنتاج الأفلام ومواقع، المدعو زياد خروفه، قتل في ضربة جوية نفذتها الطائرات العراقية، وشيّعه التنظيم في الحي العربي في الساحل الأيمن وسط إجراءات أمنية مشددة».