أعلن «الحشد الشعبي» سيطرته على ناحية تل عبطة، غرب الموصل، وهي منطقة استراتيجية ستسهل الوصول إلى تلعفر «مفتاح الحل العسكري في الموصل»، فيما أعلن الجيش المتمركز شرق المدينة استكمال المرحلة الأولى من عملياته بالسيطرة على 28 حياً، وبدأ عناصر «داعش» نقل عائلاتهم إلى مناطق سيطرتهم في الأنبار بعدما استولوا على منازل الضباط والأهالي في عانة وراوة والقائم. وأكد الناطق باسم «الحشد» أحمد الأسدي، سيطرته بالتعاون مع الجيش على تل عبطة (65 كيلومتراً غرب الموصل) التابع لقضاء الحضر، ويشكل موقعاً استراتيجياً يربط مناطق البعاج بالموصل، وصولاً إلى الحدود السورية، بالإضافة إلى كونه يعزل تلعفر عن المدينة. وقال إن «تحرير الناحية مثل السيطرة على مركز قيادة داعش في منطقة الجزيرة وقطع خطوط إمداداته بين المحورين الجنوبي والغربي، حيث يوجد قادته البارزون». وقال القيادي في «الحشد» كريم النوري ل «الحياة»، إن «التحركات الأخيرة للحشد غرب الموصل ذات طبيعة هجومية»، وأضاف أن «تلعفر تمثل هدفاً استراتيجياً والسيطرة عليها تعد مفتاحاً لاستعادة الموصل». وأوضح أن «منطقة تل عبطة مركز لشبكة من الطرق المهمة التي تربط الموصل بتلعفر والحضر والبعاج والقيروان وشمال غربي الأنبار وصولاً إلى الحدود السورية. ونسعى إلى فتح طريق ذي ثلاثة اتجاهات، نحو الحضر والبعاج وراوة وعانه في الأنبار، والسيطرة على الطريق الصحراوي بين الموصل والرقة وطوله 380 كيلومتراً». وجاء الإعلان عن التحركات غرب الموصل متزامناً مع إعلان الفريق الركن عبدالغني الأسدي، قائد قوات مكافحة الإرهاب، أن «المرحلة الأولى من العمليات انتهت بالسيطرة على 28 حياً من أصل 56 من أحياء الجانب الأيسر من الموصل». وعزا «البطء في تحرك الجيش إلى الحرص على المدنيين من النيران الصديقة». وأكد قادة عسكريون ل «الحياة»، أن الخطط الأولية للمعركة كانت تؤكد تحرير كل مناطق شرق دجلة قبل نهاية السنة الجارية، وقبل عبور النهر لدفع التنظيم إلى خارج الجزء الغربي المكتظ، حيث المدينة بطرقها الضيقة وإمكانات القتال فيها محدودة. لكن طبيعة المعركة لم تسمح بالالتزام بالسقوف الزمنية، خصوصاً أن «داعش» غيَّر استراتيجيته ونقل جزءاً من دفاعاته ومئات السيارات المفخخة باتجاه النهر. كما نقل عائلات مسلحيه إلى عانة وراوة والقائم وأسكنها في بيوت الضباط التي احتلها.