أكدت المفوضية الأوروبية أن سياسة إدارة أزمة اللاجئين تسجل نتائج إيجابية، من خلال تنفيذ الاتفاق المبرم مع تركيا حول وقف تدفق المهاجرين عبر البحر وإعادة توطين اللاجئين. وانخفضت حركة التدفق على سواحل اليونان من 10 آلاف في تشرين الأول (أكتوبر) 2015 الى 90 مهاجراً في اليوم منذ آذار (مارس) الماضي. وقال نائب رئيس المفوضية فرانس تيمرمانز أن «المقاربة الأوروبية الشاملة للهجرة حققت نتائج إيجابية، إذ انخفض عدد الوافدين إلى اليونان بصفة غير شرعية بنسبة كبيرة نتيجة الاتفاق المبرم مع تركيا». ورأى تيمرمانز أن «السلطات اليونانية أحرزت تقدماً في تصحيح الخلل في نظامها للاجئين وهو ما يمكن المفوضية من التوصية بإعادة العمل بمعاهدة دبلن حول اللجوء» وتسمح التوصية لأي من الدول الأوروبية بترحيل طالب اللجوء الى اليونان بدءاً من آذار المقبل وفق مقتضيات المعاهدة. وتوقع تيمرمانس أن يكون تأثير التوصية رادعاً بالنسبة الى شبكات تهريب اللاجئين من طريق اليونان. وتعد اليونان أكثر من 60 الف لاجئ يقيمون في المخيمات في الجزر المقابلة لتركيا، غالبيتهم أعيدوا من شمال البلاد عندما أغلقت مقدونيا حدودها أمامهم في الربيع الماضي. وحصلت اليونان على مساعدات تقنية ومالية وفرها الاتحاد الأوروبي، ما مكّنها من تحسين نظام تسجيل اللاجئين. ويشارك خبراء الشؤون الأمنية من دول الاتحاد في عمليات تسجيل بصمات الوافدين. ويخضع اللاجئون في مخيمات اليونان لمقتضيات الاتفاق المبرم مع تركيا في آذار 2016، من أجل وقف تدفق المهاجرين وإعادة توطينهم انطلاقاً من المخيمات في تركيا. كما التزمت تركيا إعادة ترحيل المهاجرين غير الشرعيين الذين عبروا أراضيها إلى اليونان. وفي المقابل حصلت أنقرة على مساعدات مالية بقيمة 3 بلايين يورو يجري صرفها في شكل تدريجي لغاية 2017، وتسلمت الخزانة التركية حتى الآن 667 مليون يورو. إلا أن بطء تنفيذ اتفاقات التوطين ما بين الدول الأوروبية انطلاقاً من اليونان وإيطاليا، من جهة، وما بين اليونان وتركيا، أو بين الأخيرة ودول الاتحاد ككل، تحد نسبياً من التفاؤل الذي تحدث عنه المسؤولون. وقال المفوض الأوروبي لشؤون الهجرة ديمتري افراموبولوس أن عدد الذين تم توطينهم في الدول الأوروبية من اليونان وتركيا انخفض الى 1400 منذ اتفاق آذار الماضي. وتعتقد المفوضية أن الاتفاق المبرم مع تركيا يحقق نتائج إيجابية. وأعادت تركيا 1187 من المهاجرين الذين دخلوا اليونان بصفة غير شرعية. وهو عدد محدود مقارنة بآلاف المهاجرين الذين رفضت طلباتهم وينتظرون الترحيل في مخيمات الجزر اليونانية. وجددت المفوضية دعوة الدول الأعضاء الى تنفيذ التزامات إعادة التوطين التي أقرتها القمة في العام الماضي ولم تنفذ بالكامل إذ اقتضت توطين 160 الف لاجئ. وذكرت أن 8162 لاجئاً تم توطينهم في دول الاتحاد منهم 6212 انطلاقاً من اليونان و1950 من ايطاليا. واقترحت زيادة حجم التوطين في نيسان (أبريل) 2017 الى 3000 في الشهر انطلاقاً من اليونان و1500 من ايطاليا. وإذا فعلت، فإن أزمة تجميع اللاجئين في مخيمات اليونان وإيطاليا قد تخف. وقامت الدول الأوروبية بتوطين 13887 لاجئاً من الدول غير الأوروبية من أصل 22504 نص عليهم اتفاق دول الاتحاد في تموز (يوليو) 2015، وهم لاجئون سوريون احتضنتهم الدول الأوروبيهة بصفة منتظمة انطلاقاً من مخيمات اللاجئين في كل من لبنان والأردن وتركيا. ويقابل تدفق اللاجئين إلى أوروبا بعنصرية أحياناً كالتي عبّر عنها النائب في البرلمان الدنماركي كينيث بيرث بقوله في تصريح تلفزيوني أمس، إنه يتعين على قوات الأمن إطلاق النار على قوارب المهاجرين لردعهم. وينتمي بيرث الى «حزب الشعب» وهو حليف رئيسي في الحكومة الدنماركية.