شددت تركيا أمس (السبت) على موضوع إعفاء مواطنيها من التأشيرة وجعلت منها شرطا اساسيا لتطبيق الاتفاق المثير للجدل المبرم مع الاتحاد الاوروبي بشأن المهاجرين. واعلن رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو في غازي عنتاب (جنوب شرق) ان اعفاء الاتراك من تأشيرة الدخول لاوروبا، وهو التزام نص عليه اتفاق بين انقرة والاتحاد حول المهاجرين، يرتدي اهمية "حيوية" بالنسبة الى تركيا. وقال داود اوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الالمانية انغيلا مركل التي زارت مخيما للاجئين السوريين في المنطقة يرافقها رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك والمفوض الاوروبي فرانز تيمرمانز، ان "مسألة الاعفاء من تأشيرة الدخول حيوية بالنسبة الى تركيا". واعلن داود اوغلو انه "واثق" بان الاتحاد الاوروبي سيقوم بكل ما هو لازم بالنسبة الى هذا الموضوع "الذي هو وعد من الحكومة (التركية) لشعبها". ومن المقرر ان تدلي المفوضية الاوروبية برأيها بمسألة اعفاء الاتراك من تأشيرات الدخول لدول الاتحاد الاوروبي مطلع ايار (مايو). وتعتبر انقرة ان هذا الشرط غير قابل للتفاوض وهي تزيد الضغط على اوروبا مهددة بالانسحاب من الاتفاق حول المهاجرين في حال لم يتم الالتزام به. واشاد توسك خلال المؤتمر الصحافي بموقف انقرة معتبرا ان تركيا "هي أفضل مثال للعالم بشأن كيفية تعاملنا مع اللاجئين" وذلك رغم انتقادات العديد من المنظمات غير الحكومية لها. وتعهدت تركيا بقبول عودة جميع المهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون اليونان بشكل غير شرعي منذ 20 آذار (مارس). وتنص الخطة ايضا على انه في مقابل كل سوري يعاد الى تركيا يتم قبول سوري آخر في بلد اوروبي في حدود 72 الف شخص. وقبل الاوروبيون لقاء ذلك تقديم ما يصل الى ستة مليارات يورو لتركيا واحياء مباحثات انضمامها للاتحاد الاوروبي وتسريع عملية اعفاء الاتراك من التاشيرة الى دول الاتحاد الاوروبي. وصعّدت انقرة التي وعدت 79 مليون تركي بإعفاء من التأشيرة بحلول نهاية حزيران (يونيو)، هذا الاسبوع لهجتها مهددة بعدم احترام الاتفاق اذا لم يفِ الاوروبيون بالتزاماتهم. وقالت المفوضية الاوروبية انها ستقدم تقريرا حول الموضوع في 4 ايار (مايو) وهو ما ينتظره منتقدو الاتفاق الذين يقولون ان بروكسيل تخلت عن قيمها ارضاء لتركيا. وتم تعليق لافتة ضخمة فوق باب المخيم كتب عليها "اهلا بكم في تركيا، البلد الذي يستقبل اكبر عدد من اللاجئين في العالم"، اي نحو 2.7 مليون. وقالت مركل "انوي الوفاء بهذا الالتزام شرط ان تقدم تركيا نتائج" بشأن تلبية 78 معيارا يطلبها الاتحاد الاوروبي للاعفاء من نظام التأشيرة. وردا على انتقادات حادة لها داخل المانيا، بعد أن سمحت بمباشرة ملاحقات جنائية طلبتها تركيا بحق فكاهي الماني سخر من اردوغان في برنامج تلفزيوني، في قضية اثارت توترا في العلاقات بين البلدين، قالت مركل انها "اكدت باستمرار (..) اثناء مباحثاتها مع رئيس الوزراء (التركي) ان قيما مثل حرية الصحافة والتعبير ليست محل قابلة للتصرف". وزار القادة الاوروبيون ورئيس الوزراء التركي تحت حراسة مشددة وبشكل مقتضب مخيم نيزيب2 الذي يؤوي خمسة الاف لاجىء سوري منهم 1900 طفل، بحسب ارقام الحكومة التركية. وقبل ان يغادروا المخيم افتتح المسؤولون الاوروبيون مع داود اوغلو مركزا يستقبل اطفالا سوريين تم بناؤه بتمويل اوروبي. واعلنت المفوضية الاوروبية الجمعة انه منذ بدء تنفيذ الاتفاق الاوروبي التركي في 4 نيسان (ابريل)، تمت اعادة 325 مهاجرا الى تركيا بعد ان كانوا وصلوا الى اليونان بعد ابرام الاتفاق في 20 اذار (مارس)، وجرى ايواء 103 لاجئين سوريين في الاتحاد الاوروبي. واكدت انقرة تراجع عدد المهاجرين الوافدين على الجزر اليونانية. وتقول منظمة العفو الدولية ان تركيا ليست "بلدا آمنا" للاجئين متهمة اياها بطرد عشرات الاشخاص الى سورية. واكد اوغلو مجددا السبت انه "لم يتم طرد اي سوري من تركيا الى سورية ضد رغبته".