ينطلق «معرض سيتي سكيب غلوبال للاستثمار والتطوير العقاري» في دبي اليوم، بالتزامن مع ظهور مؤشرات إيجابية في الأسواق العقارية العربية، مثل بروز حلول تمويلية، وصدور تقارير دولية متفائلة استبقت الحدث بتوقعات بروز زخم في قطاع المقاولات في بعض دول المنطقة، ورصد حكومات أكثر من 600 بليون دولار لمشاريع تنموية خلال السنوات الثلاث المقبلة. وأعلنت الشركة المنظمة للمعرض ان عدد الشركات المشاركة في المعرض يتجاوز 130 شركة من كبريات الشركات العقارية في المنطقة والعالم. وأشار تقرير أصدرته مؤسسة «ميريل لينش» أمس، إلى ان المنطقة العربية عموماً والخليج خصوصاً، من اكثر الأسواق جاذبية في قطاع المقاولات، خصوصاً ان قيمة المشاريع المعلن عنها والمخطط لتنفيذها في المنطقة تصل إلى 2.5 بليون دولار، 28 في المئة منها في قطاع البنية التحتية ومشاريع الماء والكهرباء. وتوقعت «ميريل لينش» ان تحافظ أسواق المنطقة على قوتها في السنوات الثلاث المقبلة، على رغم أنها لن تصل إلى مستويات ما قبل الأزمة المالية العالمية. ورجحت ان يشهد قطاع المقاولات في أسواق السعودية وقطر وإمارة أبو ظبي زخماً، في ظل رصد الحكومات مبالغ ضخمة للتطوير. ويُتوقع ان تطلق السعودية استثمارات بقيمة 320 بليون دولار خلال السنوات ال 10 المقبلة لتلبية الطلب على الوحدات السكنية المتزايد بنحو 200 ألف وحدة سكنية سنوياً. وتقدَّر قيمة الاستثمارات العقارية في المملكة بنحو 300 بليون دولار مع إمكانية وصولها إلى 400 بليون دولار بحلول نهاية السنة، وفقاً لتقرير اصدره «بيت الاستثمار العالمي» (جلوبل). وتشهد الدورة الحالية من «سيتي سكيب» مشاركة قوية من شركات سعودية وأخرى تتخذ من العاصمة الإماراتية أبو ظبي مقراً، إذ تشارك «شركة مبادلة للتنمية» و «شركة الواحة لاند» بالإضافة إلى شركتي «صروح» و «الدار». وتنوعت المشاركات العربية في المعرض بين شركات التطوير العقاري والهيئات الحكومية ذات الصلة، مثل «هيئة التنمية العقارية» و «شركة سوديك» و «الرؤية القابضة للتنمية العقارية» من مصر، بالإضافة إلى شركة «إنجاز» من السعودية وشركة «المعبر للتنمية» من البحرين و «عمار» من فلسطين و «أكرونا» من لبنان. وتضم الدورة الحالية لمعرض «سيتي سكيب» مشاركات من السعودية والبحرين ومصر والمغرب والصين وماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وبولندا وإرلندا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وروسيا وتركيا وكندا والولاياتالمتحدة وغيرها. وأكد خبراء وعاملون في القطاع، ان مشاركة 130 شركة في المعرض، تؤكد نضوج مرحلة التعافي التي يشهدها القطاع حالياً، ما يؤهل القطاع لدخول حقبة جديدة من الانتعاش أكثر استدامة، خصوصاً في ضوء إعادة الهيكلة التي شهدتها مؤسسات التمويل العقاري في المنطقة، وتحسن السيولة في المصارف. ولاحظ الخبراء وجود مؤشرات على تعافي قطاعي العقارات والإنشاءات في دبي التي شهد قطاعها حركة تصحيح شديدة في السنتين الماضيتين، أهمها استئناف شركة «نخيل» العمليات الإنشائية في ستة مشاريع عقارية عملاقة وقرب انتهائها من عملية تسديد المستحقات النقدية لدائنيها التجاريين، الأمر الذي سيساهم في عودة الانتعاش إلى القطاع العقاري في الإمارة، بالإضافة إلى قرب استئناف شركة «تمويل» تمويل المشاريع بعد زيادة حصة «بنك دبي الإسلامي» فيها. وقال العضو المنتدب لشركة «سيتي سكيب» روهان مرواها: «في وقت تبدو فيه آثار التعافي واضحة وإن بصورة طفيفة في أسواق الدول المتقدمة في الولاياتالمتحدة وأوروبا، يراهن الخبراء والمستثمرون والمطورون على آفاق النمو المتوقعة في الأسواق الناشئة التي تشمل الشرق الأوسط وآسيا - المحيط الهادئ ودول مجموعة بريك، أي البرازيل وروسيا والهند والصين»، مؤكداً ان هذه المتغيرات ستكون موضع الاهتمام الرئيس للمشاركين في الدورة الحالية للمعرض.