أكد الرئيس عبدالله غل خلال أول زيارة لرئيس تركي لبغداد منذ 33 سنة ان أنقرة تتطلع إلى علاقات استراتيجية مع «العراق الجديد». وتسعى إلى دعمه، مشيرا الى «المبادرة المستمرة لإيجاد آليات وفعاليات تساعده على استعادة عافيته، وأهمها اجتماعات الدول المجاورة». وفي مؤشر إلى اتفاق تركي - عراقي على تسوية قضية المتمردين الأكراد، أنذر الرئيس جلال طالباني مسلحي حزب «العمال الكردستاني» بإلقاء سلاحهم أو مغادرة العراق. وتزامنت زيارة غل مع تفجيرين انتحاريين، استهدف أحدهما جنازة والآخر حيّاً صناعياً قرب بغداد، راح ضحيتهما أكثر من 33 عراقياً وأصيب العشرات. وقال غل إن العراق سيواجه تحدياً كبيراً، خلال الاشهر المقبلة عندما تبدأ القوات الأميركية انسحابها التدرجي. و أضاف أن على الجيش الأميركي «الانسحاب بشكل مسؤول، وبعد تأكده من قدرة العراقيين على حماية انفسهم». وشدد على دور «الحس الوطني والقومي لدى العراقيين لتجاوز الخلافات في ما بينهم، وكي يثبتوا للعالم أنهم قادرون على حكم بلادهم من دون الحاجة الى مساعدة اجنبية». وبحث غل مع طالباني العلاقات بين البلدين. وأكد أن اول اجتماعات اللجان الفنية المنبثقة عن اتفاق التعاون الاستراتيجي بين البلدين ستعقد في انقرة الشهر المقبل لتفعيل بنوده. وتناولت محادثاته ملف التعاون في مجال الطاقة،إذ تسعى تركيا إلى الحصول على حق التنقيب عن نفط في كردستان، ومد انابيب جديدة من كركوك إلى أراضيها. وعن العلاقة مع الأكراد قال إن على «الجميع العمل لطرد الارهابيين من ارض العراق» . وحمّل اكراد العراق مسؤولية طرد عناصر حزب «العمال الكردستاني» من اراضيهم أو: «فليعلنوا أن لا سيادة لهم على المناطق التي يوجد فيها عناصر الحزب و معسكراته وأنها ارض مستباحة» . ووجه رسالة الى جميع الاكراد في المنطقة وقال: «على جميع الذين تورطوا في العنف أن يعيدوا حساباتهم ويبدأوا مرحلة جديدة». وخص اكراد العراق بالقول: «عليهم أن يدركوا معنى كسب تركيا صديقاً او خسارتها ويقوّموا ثمن الاحتمالين وتداعياتهما». طالباني و«الكردستاني» من جهته، أنذر طالباني حزب «العمال الكردستاني». وقال إن «امامه خيارين: القاء السلاح بشكل نهائي او مغادرة العراق». واضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع غل: «يجب على حزب العمال الكردستاني ان ينهي العمل المسلح او يغادر بلدنا (...) عليهم ان يتجهوا الى العمل الدعائي والحزبي والسياسي والبرلماني». وتابع ان «استخدام السلاح يلحق ضرراً بالاكراد وبكل الشعب العراقي». واكد ان «اللجنة الامنية الثلاثية تنسق وتتحقق من انشطة المنظمات الارهابية وانشطة الكردستاني وغيره». أمنياً، أعلن مصدر امني عراقي مقتل 25 شخصاً واصابة خمسين بتفجير انتحاري استهدف عزاء في بلدة جلولاء (115 كلم شمال شرقي بغداد) مساء أمس. وأوضح المصدر ان مهاجماً انتحارياً فجّر نفسه في الجنازة. وكان مصدر أمني عراقي آخر، أعلن مقتل 8 اشخاص وإصابة 16 بانفجار عبوة مخبأة وسط الحي الصناعي في ناحية النصر والسلام الواقعة في ضواحي بغداد الغربية.