سجل الجيش العراقي أمس، أول خرق لمدينة الموصل فتوغل في حي الكرامة. وأكدت قيادة العمليات المشتركة «بدء التقدم في اتجاه الساحل (الجانب) الأيسر من ثلاثة محاور»، والسيطرة على «قرى بازوايا وطبرق وطهراوه التابعة لناحية برطلة». وقال قائد جهاز «مكافحة الإرهاب» الفريق عبد الغني الأسدي، إن قواته «بعد استعادة هذه القرى واصلت التقدم ودخلت المنطقة الصناعية في قرية كوكجلي وطوق القرية»، فيما اكد الفريق عبد الوهاب الساعدي التمركز على بعد 7 كيلومترات من مركز المدينة. ومن المحورين الشمالي والشرقي، استعادت قوات «البيشمركة» السيطرة على عدد من القرى وثبتت دفاعاتها. في هذا الوقت، تواصل قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع، مدعومة بمدفعية التحالف الدولي الذي يتخذ قاعدة القيارة مقراً، التقدم من المحور الجنوبي في اتجاه الشمال. واستكملت الشرطة تطهير بلدة الشورة التي استعادتها الأحد، بعد حصار دام عشرة أيام. وعلى رغم التقدم السريع من الجبهة الجنوبية، ما زالت المسافة بعيدة لبلوغ مركز الموصل. وقال قادة عسكريون إن الحملة ستستغرق أسابيع وربما شهوراً. وأكد قائد منظمة «بدر»، أحد أبرز فصائل «الحشد الشعبي»، هادي العامري من موقع في الجبهة الجنوبية أن معركة الموصل «لن تكون نزهة لكننا مستعدون لخوضها حتى وإن امتدت شهوراً». إلى ذلك، أفاد مكتب الإعلام في «الحشد الشعبي» بأن قواته «حررت في المحور الجنوبي الغربي قرية مشيرفة وخربة طير، وزعيزيعة والبوجرادي، ودلاوية الشرقية، والإمام الحمزة، وتل سيخان»، مشيراً إلى أن «العمليات مستمرة لتطهير كل المناطق». وأعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي أنه «وصل أمس إلى منطقة العمليات. وعقد فور وصوله اجتماعات مع القادة الميدانيين، وتفقد المقاتلين في الخطوط المتقدمة، ثم توجه لتفقد القوات في قاعدة القيارة الجوية، على بعد 80 كلم جنوبالمدينة». وفي الموصل التي يقسمها نهر دجلة الى جزءين خمسة جسور تشير المعلومات إلى أن «داعش» فخخها منذ بدء المعارك قبل نحو أسبوعين، ما يضع سكان الجانب الشرقي امام خيار النزوح الى الجزء الغربي وهو تحت سيطرة التنظيم وفيه النسبة الأكبر من سكان المدينة. وفي تطور لافت أفادت وكالة «رويترز» بأن «قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني يتجول في الخطوط الأمامية للقطعات العسكرية التي كانت تتقدم لاستعادة القرى والمدن في محيط الموصل الأسبوع الماضي». وأضافت أن «شاحنات شوهدت على طريق سريع يؤدي إلى المدينة تحمل مدافع رشاشة ومركبات هامفي تعتليها رايات جماعات مسلحة شيعية إلى جانب الأعلام العراقية، بينما كانت الأناشيد الدينية تتعالى من مكبرات الصوت».