أ ف ب - لليوم الرابع على التوالي خاضت القوات العراقية والبيشمركة الكردية معارك شرسة ضد عناصر «داعش» في إطار الحملة لاستعادة مدينة الموصل، وأحرزت تقدماً على معظم الجبهات بعدما شنت هجوماً جديداً على مناطق يسيطر عليها تنظيم «داعش» في محيط الموصل لتقف أمس على بعد كيلومترات من وسط المدينة. وفيما سُجل هروب عشرات العائلات من بعض قرى جنوب الموصل، كشفت تقارير اتخاذ «داعش» المدنيين دروعاً بشرية في بعض المناطق أمام تقدم القوات المهاجمة. وواصلت قوات الجيش بإسناد من فصائل «الحشد العشائري» و «الحشد الشعبي» زحفها من جنوب الموصل وتطهير مزيد من القرى جنوب بلدة القيارة، فيما هاجمت القوات الكردية مدعومة بضربات من قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة قرى بالقرب من بعشيقة فجر الخميس. ودخلت معركة استعادة الموصل، آخر أهم معاقل «داعش» في العراق، يومها الرابع، في إطار أوسع هجوم منسق بين القوات العراقية و «التحالف الدولي» لتطويق المدينة من ثلاثة محاور رئيسية. وعاودت القوات أمس، هجومها للسيطرة على بلدات في سهل نينوى، وقال الفريق عبد الوهاب الساعدي إن قوات مكافحة الإرهاب شنت هجوماً لاستعادة السيطرة على ناحية برطلة التي تبعد 15 كلم من حدود مركز مدينة الموصل التي شهدت مقاومة شرسة من مقاتلي «داعش». وأعلنت العمليات المشتركة «مقتل 18 إرهابياً بينهم القائد العسكري لمنطقة بطنايا ضمن المحور الجنوبي، بواسطة مدفعية الفرقة 16». من جهة أخرى، أعلنت قيادة عمليات تحرير نينوى «تحرير قرية الخالدية وعين مرمية وطوقت قرية الصلاحية في المحور الجنوبي في الجانب الشرقي لنهر دجلة». كما تمكنت قوات الرد السريع التابعة للشرطة الاتحادية من الوصول إلى تقاطع ناحية الشورى من القاطع الجنوبية للموصل وفرضت سيطرتها عليه. وقالت غرفة العمليات المشتركة إن «القوات تمكنت من قتل 37 إرهابياً وفجرت أربع سيارات يقودها انتحاريون، وأزالت أربعين عبوة ناسفة». وفي المحور الجنوبي، أعلنت قيادة «الشرطة الاتحادية» أمس، «تحرير قرى أم المناسيس، وتل ناصر، ونص تل، والحيج، والمنكوبة، وتواصل القوات باتجاه مركز ناحية الشورة، وكذلك قرى سيداوة والمكوك والخباطة والمناوير والصلاحية والخالدية وخنيصات ضمن الساحل الأيسر من بلدة القيارة»، مؤكدة أن «القوات تسعى للوصول إلى ناحية حمام العليل التي شهدت تدمير سلاح الجو مقراً لداعش». وكانت القوات العراقية أخفقت خلال اليومين الماضيين من اختراق دفاعات التنظيم حول قضاء الحمدانية، واضطرت إلى الانسحاب للسماح بتوجيه ضربات جوية من الطائرات العراقية و «التحالف الدولي». وأفادت خلية «الإعلام الحربي» عن «تدمير مركز قيادة تنظيم داعش في قضاء تلعفر غرب الموصل، من قبل طائرات أف 16 العراقية». إلى ذلك، أعلنت قيادة البيشمركة في بيان أن «عملية واسعة النطاق» أطلقت صباح الخميس شمال وشمال شرقي الموصل. وقالت إن «الأهداف هي تطهير عدد من القرى القريبة وتأمين السيطرة على مناطق استراتيجية للحد في شكل أكبر من تحركات تنظيم داعش». وذكر مراسلو وكالة «فرانس برس» أن متمردين أكراداً إيرانيين من حزب «حرية كردستان» (باك) يشاركون في الهجوم، بعضهم في الصفوف الأمامية للقتال. وقال الجنرال عزيز ويسي، قائد قوات «البيشمركة» في المنطقة، إن الهدف المباشر للعملية هو قطع بعشيقة عن الموصل ومهاجمة البلدة في وقت لاحق. وينتشر في بعشيقة مئات من الجنود الأتراك. ومن جهتها، أعلنت القوات الكردية أن العملية تجري على ثلاث جبهات «وتهدف إلى إحكام الطوق» على عناصر «داعش» في الموصل. وقال الجنرال ويسي إن «البيشمركة» أسقطت طائرتين مسيرتين كان «داعش» يحاول إطلاقهما فوق ميدان المعركة لجمع معلومات عن انتشار القوات الكردية على الأرجح. وشاهد مراسل «فرانس برس» إحدى الطائرتين من طراز «رافن آر كيو-11 بي» الصغيرة التي تصنع عادة للجيش الأميركي، ولم تكن محملة بأي متفجرات على ما يبدو. وأفاد مصدر عسكري كردي بأن «البيشمركة هاجمت من ثلاثة محاور، في تللسقف وناوران وبعشيقة، شمال شرق الموصل، وتمكنت من السيطرة على الطريق الرابط بين الموصل ومحافظة دهوك، وقرية إمام رضا، وتيسخراب الصغرى، وتيسخراب الكبرى، وخرابة دليل. واكد أن «ثلاث قرى حررت في محور النيروان، فضلا عن تطويق بلدة خورسيباد وناحية بعشيقة التي تقدم إليها من جهة محور الفاضلية، والدوبردان، فيما شن البيشمركة بإسناد من الجيش هجوماً لاستعادة بلدة تللسقف بعد أن حررت ثلاث قرى، تمهيداً للتوجه إلى قضاء تلكيف بعد الانتهاء من تحرير بعشيقة ومفرق السد». وأشار المصدر الكردي إلى أن «المعارك كانت ضارية ولمسافات قريبة مع العدو، الذي يعتمد في دفاعاته على شن الهجمات الانتحارية بواسطة العربات المخففة، ويناور عبر شبكة للأنفاق، فضلاً عن قيامه بحرق النفط الأسود وإطارات السيارات لحجب الرؤية، وتفخيخ الطرق والأبنية». وأعلن قائد محور بعشيقة في قوات «البيشمركة» حميد أفندي، أن قواته «تقدمت مسافة 35 كلم وبعرض 5 كلم». في المحور الجنوبي هرب عشرات من الرجال والنساء والأطفال من قرية المدراج الواقعة جنوب الموصل، قسم منهم على الأقدام وآخرون في سيارات، وتدقق قوات الأمن في وثائق النازحين عندما يصلون إلى خطوط التماس ويبدأون بعمليات تفتيش للتأكد من انهم لا يحملون متفجرات. ويتوقع العميد الركن قصي كاظم حميد، قائد فرقة التدخل السريع، أن يزداد عدد النازحين بالتزامن مع اقتراب القوات العراقية أكثر إلى المناطق المأهولة بالسكان. وكشف مصدر محلي أن «تنظيم داعش أقدم على اتخاذ المدنيين كدروع بشرية في تلول ناصر وأم المناسيس وأرفيلة وتل الشوك والنعناعة والرصيف، ونقلهم إلى شمال شرق بلدة الشورة». وذكرت رئاسة إقليم كردستان أن رئيس الإقليم مسعود بارزاني «اجتمع برئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول عثمان الغانمي في أربيل، لمواصلة التنسيق العالي لإنجاح المعركة».