دخلت معركة تحرير الموصل من تنظيم داعش يومها الثالث وتتقدم القوات الحكومية المدعومة من الولاياتالمتحدة والقوات الكردية باتجاه الموصل قبل بدء الهجوم الكبير على المدينة نفسها التي من المتوقع أن تكون أكبر معركة في العراق منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في 2003. وتقدمت قوات البشمركة إلى قرية برطلة على بعد 21 كيلومتراً شرقي الموصل أمس في إطار الهجوم لطرد مقاتلي تنظيم داعش من المنطقة. وتقاتل أغلب قوات الحكومة العراقية جنوبي الموصل وحاولت أمس تطهير منطقة الشورة التي تبعد 40 كيلومتراً إلى الجنوب من المدينة. وينتشر مقاتلو البشمركة الأكراد على المشارف الشرقية والشمالية على مسافة من 20 إلى 25 كيلومتراً من المدينة. وقال الفريق الركن طالب شغاتي قائد القوات الخاصة العراقية أمس إن ما بين 5000 و6000 من مقاتلي التنظيم يتصدون للهجوم على مدينة الموصل. وأضاف في مؤتمر صحفي قرب أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق إلى الشرق من الموصل «المعلومات الاستخبارية تشير إلى 5000 إلى 6000 مقاتل داعشي». ولدعم معركة الموصل تم نشر أكثر من 5000 جندي أمريكي إضافة إلى قوات من فرنسا وبريطانيا وكندا وغيرها من دول الغرب. ويهاجم الجيش العراقي مدينة الموصل من الجبهات الجنوبية والجنوبية الشرقية. وقال مسؤول عسكري أمريكي للصحفيين في واشنطن أمس إن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة لا يدعم قوات الحشد الشعبي ولم ير لهم وجوداً ضمن أي تشكيل يدعمه التحالف في عملية استعادة الموصل. وأضاف الميجر جنرال جاري فوليسكاي قائد القوات البرية التابعة للتحالف في المعركة ضد مقاتلي التنظيم المتطرف «فيما يتعلق بقوات الحشد الشعبي لا يدعم التحالف سوى العناصر الواقعة تحت القيادة والسيطرة المباشرة لقوات الأمن العراقية وقوات الحشد الشعبي ليست كذلك. لذلك فإننا لا ندعمها». وقالت الأممالمتحدة إن نحو مليون شخص ربما يفرون من المدينة متوقعة أن الموجة الأولى من الهجرة ستكون خلال الأيام ال 5 أوال 6 الأولى من العملية في مؤشر على أن المعارك ستصل إلى المدينة بحلول هذا الوقت. وقال مسؤولون عراقيون وسكان من الموصل إن تنظيم داعش يمنع الناس من مغادرة المدينة لكن المدنيين يفرون من الأحياء والقرى الواقعة على الأطراف. وكان مسؤولون أمريكيون أعلنوا أن الولاياتالمتحدة تتوقع أن يستخدم تنظيم «داعش» أسلحة كيماوية بدائية وهو يحاول صد الهجوم عن الموصل على الرغم من أنهم قالوا إن قدرة التنظيم الفنية على تطوير مثل هذه الأسلحة محدودة للغاية. ويتوقع أن يستمر القتال عدة أسابيع – إن لم تكن شهوراً – يحاصر خلالها المدينة في خطوة أولى نحو 30 ألف مقاتل من قوات الحكومة والقبائل السُنية والبشمركة الكردية ثم تبدأ عملية طرد مقاتلي تنظيم داعش من المدينة.