قال عضو في مجلس محافظة نينوى عن «الحزب الإسلامي العراقي» إن الجانب الأميركي تعمد التقصير في الملف الأمني من خلال عدم تلبية المطالب بتشكيل فرقة عسكرية من اهالي الموصل، معرباً عن توقعه بأن يؤثر الانسحاب الأميركي ايجاباً في الوضع الأمني عموماً. وقال يحيى عبد محجوب ل «الحياة» أن «الولاياتالمتحدة تعمدت التقصير للإبقاء على النقص ربما لأنها كانت تنوي الإبقاء على وجود لها في نينوى، وتجلى ذلك من خلال الرفض المتكرر للمطالب بإنشاء فرقة عسكرية من ابناء المحافظة لتتولى مسؤولية الأمن فيها وزيادة عدد افراد قوات الشرطة العراقية». وأضاف «نتوقع ان تتجه الأوضاع الأمنية في مدينة الموصل والعراق اجمع الى الأمام مع وقف القوات الأميركية لعملياتها العسكرية ومن ثم انسحابها من العراق، اذ انه لن يعود هنالك اي مبرر للعمليات المسلحة او لأعمال العنف، فالانسحاب الأميركي سيعطي فرصة حقيقية للعراقيين لإجراء مصالحة وطنية شاملة بعد ان يخرج الاحتلال من البلاد حيث سيمسك العراقيين بزمام الأمور». وتابع «بالنسبة الى جاهزية قوات الأمن العراقية لتولي الملف الأمني في محافظة نينوى اعتقد انها لم تصل بعد الى مستوى الطموح، لكن قوات الأمن العراقية قادرة على ان تمسك بزمام الأمور وتتولى حماية الأمن وهذا ما يؤكده كبار القادة الأمنيين والعسكريين في تصريحاتهم». وتعد محافظة نينوى من ابرز المناطق التي لا تزال تشهد نشاطاً للجماعات المسلحة وأعمال العنف. وإلى جانب عدم استقرار الوضع فيها، تعيش نينوى عدم استقرار سياسي ايضاً بسبب عدم اتفاق جميع الأطراف السياسية فيها على المشاركة في مجلس المحافظة. وكانت قائمة «نينوى المتآخية» قررت تعليق اعمالها في مجلس محافظة نينوى الذي انتخب في كانون الثاني (يناير) 2009، بعد ان استحوذت قائمة «الحدباء» على كل المناصب السياسية والإدارية في المجلس والمحافظة، ما اثار رد فعل قاطع لدى «نينوى المتآخية» بتعليق مشاركتها في المجلس. وجرت محاولات عدة للتقريب بين وجهات نظر الفريقين، بيد أنها توقفت في شكل شبه كلي في الوقت الراهن لانشغال الساحة السياسية بتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، المعضلة التي لم تجد حلاً لها منذ أكثر من ستة أشهر. وكانت الولاياتالمتحدة الأميركية قد اوقفت عملياتها العسكرية في العراق وسحبت آخر وحداتها القتالية في 31 من آب (اغسطس) الماضي لتبقي خمسين الف عنصر لتدريب القوات العراقية بموجب الاتفاق الأمني المبرم بين واشنطن وبغداد والذي بموجبه تنسحب القوات الأميركية نهائياً من العراق عام 2011.