على وقع المعارك المحتدمة بين قوات الجيش اليمني و «المقاومة الشعبية» من جهة، وبين ميليشيات جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح في مختلف الجبهات، التقى مبعوث الأممالمتحدة إسماعيل ولد الشيخ في صنعاء أمس، وفدَ الانقلابيين في سياق جهوده لاستئناف المفاوضات مع وفد الحكومة الشرعية بغية وقف القتال والتوصل إلى تسوية سياسية وعسكرية. وكانت وسائل الإعلام التابعة للانقلابيين استبقت وصول المبعوث الأممي إلى صنعاء بشن حملة للتشكيك في جهوده ونزاهته وطالبت الأممالمتحدة بإنهاء عمله كمبعوث للأمين العام بحجة عدم التزامه الحياد وميله إلى جانب الحكومة الشرعية ودول التحالف العربي بقيادة السعودية. وأفاد شهود بأن المسلحين الحوثيين حشدوا المئات من عناصرهم في محيط مقر إقامة المبعوث الأممي وسط هتافات تطالب بمغادرته صنعاء كما اعتدت ميليشياتهم على وقفة احتجاجية أمام المقر الأممي لأمهات المعتقلين والمختطفين في السجون الحوثية وقامت بتفريقها بالقوة. وكشفت مصادر سياسية في صنعاء عن أن ولد الشيخ رفض لقاء مجلس الحكم الانقلابي الذي شكله الحوثيون مع حزب صالح مناصفة وأطلقوا عليه اسم «المجلس السياسي الأعلى»، وأصر على أن تقتصر لقاءاته على أعضاء وفد الحوثيين وصالح الذين شاركوا في مفاوضات الكويت. وأضافت المصادر أن وفد الانقلابيين اشترط على المبعوث الأممي وقف الضربات الجوية التي ينفذها التحالف العربي قبل العودة إلى المشاورات وأبدى تمسكه بأن يتزامن أي حل أمني وعسكري مع الحل السياسي الذي تبحث فيه الجماعة وحزب صالح عن إطاحة الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر والتوافق على سلطة رئاسية جديدة وتشكيل حكومة شراكة وطنية. وامتنع وفد صالح إلى مشاورات الكويت من لقاء ولد الشيخ بعد وصوله إلى صنعاء مساء أول من أمس (الأحد) بحجة أنهم غير مخولين من قبل «المجلس السياسي» بلقائه. وقال ياسر العواضي، عضو وفد علي صالح إلى مشاورات الكويت، في تغريدة له على «تويتر»: «أعلن مقاطعتي أي لقاء مع ولد الشيخ وأدعو زملائي في الوفد الوطني ليترك الأمر للمجلس السياسي يقرر أن يلتقي به ويرى ما لديه أو لا يلتقي به». كما حذّر رئيس الكتلة البرلمانية لحزب صالح في مجلس النواب الشيخ حسين حازب، من لقاء المبعوث الأممي، الذي اتهمه بالعمل على إلغاء المجلس السياسي وشرعية مجلس النواب ومؤسسات الدولة. وشنت صحيفة «الميثاق» الناطقة بلسان حزب صالح حملة على ولد الشيخ وقالت انه «لم يكن إلا ممثلاً لدول التحالف العربي»، ووصفته بأنه «جزء من الحرب الدائرة في البلاد». ميدانياً، أفادت مصادر الجيش الوطني والمقاومة بأن قواتهما المشتركة صدت هجوماً للمتمردين غرب مدينة تعز في منطقة جبل هان، وأضافت أن 25 مسلحاً على الأقل قتلوا في ضربات للتحالف استهدفت مواقعهم في محافظة شبوة الجنوبية في مديريتي عسيلان وبيحان. إلى ذلك، أكدت المصادر اعتراض الدفاعات الجوية التابعة لقوات التحالف صاروخاً باليستياً أطلقه الحوثيون باتجاه محافظة مأرب وقامت بتدميره قبل أن يصل إلى هدفه في المدينة التي يتخذ منها التحالف والقوات الحكومية قاعدة رئيسة لإدارة العمليات العسكرية ضد الانقلابيين في جبهات مأرب والجوف ومديرية نهم عند الضواحي الشمالية الشرقيةلصنعاء. من جهة أخرى، قالت مصادر عسكرية يمنية إن خلافات نشبت بين الحوثيين وعلي عبدالله صالح حول تعيين قائد جديد لقوات الحرس الجمهوري خلفاً للواء علي الجائفي، الذي قتل في حادث مجلس العزاء بصنعاء. وذكرت المصادر أن صالح يريد تعيين قائد جديد يدين بالولاء له ولنجله العميد أحمد علي عبدالله صالح، وهو ما يرفضه الحوثيون الذين يريدون فصل أهم ألوية عسكرية تتبع الحرس الجمهوري وجعلها تحت قيادة مستقلة بقيادة عبدالخالق الحوثي شقيق زعيمهم عبدالملك الحوثي.