«الحياة» - حققت قوات الجيش العراقي والبيشمركة مكاسب سريعة في المحور الشرقي للموصل بعد ساعات من انطلاق المرحلة الأولى لأوسع عملية عسكرية لاستعادة المدينة من تنظيم «داعش» بمشاركة نحو 30 ألف مقاتل. وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن رسميا ليل الأحد- الإثنين بدء عمليات استعادة الموصل، بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة. وقال العبادي إن «ساعة التحرير دقت. واقتربت لحظة الانتصار الكبير (...) بإرادة وعزيمة وسواعد العراقيين». ولم يذكر تفاصيل عن العمليات العسكرية. ويفترض أن تقتصر في مرحلة أولى على تطويق المدينة، موضحاً أن «القوات العراقية المشاركة، من الجيش والشرطة الوطنية هي التي ستدخل إلى الموصل». وأعلنت «قيادة العمليات المشتركة» بعد بضع ساعات من انطلاق الهجوم فجر الإثنين «تحرير 6 قرى، وهي إبراهيم الخليل والعدلة وكان حرامي وعباس ورجب وجديدة ضمن محور الكوير جنوب شرقي الموصل، وأوضحت أن «القطعات تتقدم باتجاه قرية بلاوات، فيما تعالج الهندسة العسكرية طريق الكوير الموصل». كما قال قادة في «البيشمركة» إن « السيطرة تمت على تسع قرى في محور الخازر شرق الموصل، وهي، باصخرة، وترجلة، وبازكرتان، وشيخ أمير، وبدنة الكبرى، وبدنة الصغرى وكبرلي وشاقولي، مشيرين إلى بلوغ مشارف قضاء الحمدانية وناحية برطلة في سهل نينوى، على بعد نحو 12 كلم من مركز الموصل. وكانت القيادة العامة للقوات الكردية أعلنت في بيان بدء «عملية واسعة النطاق لقوات البيشمركة في منطقة الخازر شرق الموصل بالتنسيق مع قوات الجيش العراقي (...) كمرحلة أولى لعملية تحرير الموصل من أيدي إرهابيي داعش». وأوضحت القيادة أن «أكثر من أربعة آلاف من القوات الكردية تشارك في العملية في ثلاثة محاور لتطهير القرى حول منطقة الخازر» التي يحتلها «داعش». وقال رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني خلال مؤتمر صحافي عقده في محور الخازر، إن «المعارك تجري وفق المخطط لها، وحققنا نجاحاً، بعد أن تمكنت البيشمركة، التي لأول مرة تختلط دماؤها بدماء القوات العراقية، من تحرير مساحة تقدر بنحو 200 كلم مربع في أقل من 24 ساعة». وطمأن بارزاني سكان الموصل إلى أنه «سيتم الحفاظ على أمنهم وممتلكاتهم، مع وجود خطة سياسية سترافق الخطة العسكرية لتحقيق الاستقرار، بناء على اتفاق مسبق بين أربيل وبغداد على مصير المناطق التي ستتحرر ومستقبلها». وأردف أن «نتائج الهجوم والتقهقر لمسلحي داعش، تعكس قوة التنسيق والتعاون بين البيشمركة والقوات العراقية» ومؤكداً أن «داعش سينهار»، واستدرك «لكن المخاوف تكمن في ظهور تنظيم أخطر من داعش، وعليه يجب التفكير والتخطيط لمستقبل يمنع حصول هذا الأمر». وأفاد مصدر أمني كردي بأن «الخطوط الأمامية لقوات البيشمركة تعرضت لهجومين انتحاريين بواسطة عربتين مفخختين يقودهما انتحاريان قبل وصولهما إلى هدفيهما في قرية شاقولي في محور الخازر، وتم تدمير أربعة عربات أخرى في عموم المحور من قبل القوات المهاجمة وطائرات التحالف». وأشار إلى «استشهاد سبعة وإصابة عشرة آخرين من عناصر البيشمركة خلال المعارك»، ولفت إلى أن «صفوف عناصر داعش بدت منهارة بفضل الضربات الجوية لقوات التحالف، وانهيار معنوياتهم، حيث لوحظ فرار العديد منهم، وتم اختراق خطوطهم الدفاعية بشكل سريع». وأفادت قوات «الحشد الشعبي» في بيان بأن «المسؤول الأمني لداعش ويدعى أحمد خطاب عمر قتل في القاطع الجنوبي لمدينة الموصل»، وأكدت أنها «استخدمت لأول مرة «صواريخ اهتزازية» بعملية قصف خمسة مواقع لتنظيم داعش في المحور الجنوبي». وأشاد القادة والزعماء العراقيون في بيانات بمستوى التنسيق بين القوات المشاركة في الهجوم، وقال رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، إن «هزيمة داعش باتت حتمية، ونشيد بالتلاحم المصيري التاريخي الذي أبهر العالم بين القوات»، داعياً القوات المهاجمة إلى «حماية المدنيين». من جهة أخرى، قال رئيس البرلمان سليم الجبوري إن «الموصل ستعود قريباً إلى حضن الوطن تحت عنوان واحد وقيادة واحدة، لتكون بداية مرحلة جديدة من التآخي والمحبة والتكاتف». وأضاف: «اليوم توحدت كل قواتنا ضمن خطة وتوجه عراقي خالص، ودعم دولي يحترم السيادة ويلعب دور المساند لا القائد، ويعزز قدرتنا على التقدم والنصر». وأكد محافظ نينوى نوفل حمادي السلطان، أن «المعركة ستكون ضربة قاصمة لظهر الإرهاب»، داعياً إلى «حماية المدنيين الذين دعاهم إلى التعاون مع القوات المحررة، والبقاء في المنازل»، فيما وصف رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني قبل تفقده محور الخازر، الهجوم ب «الحدث المهم جداً، لأن داعش اتخذ الموصل للهجوم على العالم أجمع»، لافتاً إلى أن «الإقليم أدى واجباته كجزء من التحالف الدولي ضد داعش». وفي تطور لافت، أعلنت الخارجية العراقية والقيادة العامة للقوات الكردية في بيان بدء «عملية واسعة النطاق لقوات البيشمركة في منطقة الخازر شرق الموصل بالتنسيق مع قوات الجيش العراقي (...) كمرحلة أولى لعملية تحرير الموصل من أيدي إرهابيي داعش». واعتبر وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أن العملية العسكرية تشكل «لحظة حاسمة في حملتنا لإلحاق هزيمة دائمة بتنظيم داعش». وأضاف: «نحن واثقون من أن شركاءنا العراقيين سيهزمون عدونا المشترك ويحررون الموصل وبقية العراق من وحشية الدولة الإسلامية وعدائه». وكان القائد الجديد للتحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد «داعش» اللفتنانت جنرال ستيفن تاوسند، قال إن عملية استعادة ثانية مدن العراق «ستستغرق أسابيع ومن الممكن أكثر من ذلك (...) وسنستمر في توخي الدقة لمهاجمة العدو بإحكام وتقليل أي تأثير في المدنيين الأبرياء». وتابع: «لكننا على يقين من أنهم سينجحون تماماً كما فعلوا في بيجي والرمادي والفلوجة وفي الآونة الأخيرة في القيارة والشرقاط».