أكد مسؤول كردي أن «البيشمركة» حققت أمس مكاسب مهمة خلال هجوم واسع استعادت خلاله 9 قرى من سيطرة «داعش» في محوري الخازر وكوير، شرق الموصل، فيما واصلت القوات العراقية تقدمها في المحور الجنوبي وسيطرت على قريتين ومحطة غاز قرب ناحية القيارة. وجاء الهجوم بعد ساعات على محادثات أجراها وفد مشترك ضم مسؤولين في بغداد وأميركيين مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني تناولت خطة استعادة الموصل ومرحلة ما بعد القضاء على «داعش». وقال الناطق باسم تنظيمات الحزب «الديموقراطي الكردستاني» في نينوى سعيد مموزيني ل»الحياة» إن «البيشمركة بإشراف بارزاني، مدعومة من طائرات التحالف الدولي، حررت 9 قرى (تقع ضمن المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد)، بمساحة تقدر بنحو 50 كيلومتراً مربعاً في محوري الخازر وكوير، وتم قتل نحو 134 من الإرهابيين». وأضاف أن «الخطوة تحمل أهمية إستراتيجية لقطع خط إمداد داعش في قضاء الحمدانية وناحية برطلة (في سهل نينوى)، استعادة كل المناطق التي نعتبرها جزءاً من إقليم كردستان، فضلاً عن الاقتراب من الموصل وإبعاد خطورة التنظيم عن حدود محافظة أربيل». وتابع: «في حال استكمال تحرير المناطق المحددة في الخطة، خصوصاً ناحية بعشيقة، فإن المسافة الفاصلة بين البيشمركة والموصل ستصبح نحو 15 كلم فقط»، وكشف أن «داعش أعدم خمسة من قادته بسبب هزيمتهم في معارك اليوم (أمس)، كما أعدم نحو 60 من عناصره الأمنية المعروفة في شرطة الحسبة، فضلاً عن ذبحه مسؤولاً سابقاً في حزب البعث يدعى محمد سعدو لرفضه القتال إلى جانب التنظيم، وفجر مبنى قيد الإنشاء كان مخصصاً ليكون بديلاً من مبنى محافظة نينوى القديم». وأفاد مصدر عسكري كردي أن «داعش حاول وقف تقدم البيشمركة باستخدامه هجمات انتحارية بعربات مصفحة، إلا أن الطائرات والقوات المهاجمة دمرتها»، في وقت أعلن حزب بارزاني «قتل مصور صحافي وإصابة مراسل يعملان لصالح قناة كردستان التابعة للحزب خلال تغطيتهما تطورات العمليات العسكرية». وفي محور القيارة، أكد مصدر أمني أن «القوات العراقية بسطت سيطرتها على قريتي الحويجه والحواسم وتمكنت من الوصول إلى محطة القيارة الغازية»، وشدد على أن «الهجوم سيستمر لفرض السيطرة الكاملة على ناحية القيارة». وفي إطار التحضيرات لمعركة الموصل، دعا بارزاني خلال لقاء مع وفد أميركي برئاسة مبعوث الرئيس باراك أوباما في «التحالف الدولي» بريت ماكغورك ومستشار الأمن الوطني فالح الفياض إلى «صوغ اتفاق مفصل قبل شن أي هجوم لتحرير الموصل لضمان إشراك مكونات نينوى وعدم تعرضهم للمآسي مرة أخرى». وأوضح بيان صدر عن رئاسة إقليم كردستان أن «اللقاء تناول التفاصيل والخطوات العملية للمعركة وأبعادها والقوات المشاركة فيها نظراً إلى حساسية وضع المحافظة والتحديات القائمة». وعقد ماكغورك لقاء مماثلاً في أربيل مع برهم صالح، نائب زعيم «الاتحاد الوطني» جلال طالباني. وتتزامن التطورات مع تفاقم الخلافات بين الأطراف والقوى السياسية في نينوى، ومطلب إقالة محافظها نوفل حمادي السلطان، على خلفية اتهامه ب»الإساءة إلى نساء الموصل» عندما حذر من أن تواجه المحافظة «مشاكل معقدة في تحديد نسب أطفال ولدوا جراء ممارسة داعش جهاد النكاح».