قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم (الإثنين) إن القوات العراقية تحقق أهدافها وإنها متقدمة على الجدول المحدد في أول أيام الهجوم الذي يهدف لاستعادة مدينة الموصل من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وتقدم آلاف المقاتلين الأكراد اليوم باتجاه قرى يسيطر عليها التنظيم شرق الموصل في إطار عملية واسعة أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن بدءها فجر اليوم، فيما عبرت الأممالمتحدة عن قلقها على أمن 1.5 مليون شخص هم سكان آخر معقل لتنظيم «داعش»المتطرف في العراق. واعلنت القيادة العامة للقوات الكردية في بيان بدء «عملية واسعة النطاق لقوات البيشمركة في منطقة الخازر شرق الموصل بالتنسيق مع قوات الجيش العراقي في منطقتي الكوير والقيارة جنوبي الموصل كمرحلة اولى لعملية تحرير الموصل من ايدي ارهابيي داعش». وأوضحت القيادة أن «أكثر من أربعة آلاف من قوات البيشمركة تشارك في هذه العملية في ثلاثة محاور لتطهير القرى حول منطقة الخازر» التي يحتلها التنظيم، وأضافت أن تقدم القوات الكردية جرى بالتنسيق بين «حكومة اقليم كوردستان والحكومة الفيديرالية». وقال ضباط في البشمركة الكردية ان الهجوم هو المرحلة الثالثة من الجهود التي بدأت قبل اشهر لاستعادة قرى سهل نينوى التي استولى عليها التنظيم المتطرف في العام 2014، وكان يسكنها المسيحيون والطائفة الكاكائية. وتابعوا أنه «تم استعادت السيطرة على قرى عدة، وأن قوات البشمركة استقرت الآن على حافة بلدتي القوش وبرطلة التين سقطتا بيد المتطرفين في آب (أغسطس) العام 2014. والقوش هي اكبر البلدات المسيحية في العراق قبل استيلاء التنظيم عليها واجبار سكانها على النزوح الى اقليم كردستان العراق المجاور. وينفذ التحالف الدولي ضربات جوية لتسمح لقوات البشمركة التقدم بالعجلات. وبثت قناة «روداو» الكردية صوراً مباشرة للمقاتلي الاكراد يطلقون النار على انتحاري يقود شاحنة مفخخة وتمكنوا من ايقافها وتفجيرها. ووفقا لنواب اكراد، فان ثمانية من عناصر البشمركة قتلوا اليوم خلال المعارك. ولم يذكر العبادي اي تفاصيل عن العمليات العسكرية التي بدأت ليل الأحد الاثنين، ويفترض ان تقتصر في مرحلة اولى على تطويق المدينة قبل بدء قتال شوارع عنيف. ويقدر عدد المتطرفين المدججين بالسلاح بنحو خمسة آلاف رجل. ومن جهته قال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش اليوم إن تركيا مستعدة لاستقبال مئات الآلاف من اللاجئين المحتملين الذين قد يفرون من مدينة الموصل العراقية، إذا تسببت عملية مدعومة من الولاياتالمتحدة لطرد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من المدينة في تأجيج العنف الطائفي. وأضاف خلال مؤتمر صحافي في أنقرة «إذا أُديرت عملية الموصل بشكل سليم فلن تكون هناك موجة لاجئين إلى تركيا، لكن إذا حدث خطأ في الموصل فإن مئات الآلاف سيضعون حقائب الهجرة على ظهورهم وسيكونون تعساء ومنهكين وسيتوجهون بمتعلقاتهم إلى المكان الوحيد الذين يستطيعون الذهاب إليه وهو تركيا». وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة اليوم إن ما يصل إلى مئة ألف عراقي قد يتوجهون إلى سورية وتركيا هربا من هجوم الموصل. وذكر مسؤول من وكالة إدارة الكوارث التركية أن خبرة البلاد في التعامل مع المهاجرين من حرب سورية -والذين وصل عددهم الآن إلى أكثر من ثلاثة ملايين- تعني أن البلاد مستعدة بشكل جيد.