شنت قوات «البيشمركة» الكردية هجوماً واسعاً لاستعادة مناطق شرق الموصل، محققة مكاسب سريعة، تمهيدا لمعركة استعادة المدينة من سيطرة «داعش»، فيما شن التنظيم سلسلة هجمات انتحارية على المحورين الشرقي والجنوب الشرقي من نينوى. ويشارك في الهجوم 5500 عنصر من «البيشمركة» بإشراف رئيس الإقليم مسعود بارزاني وإسناد من طائرات التحالف الدولي للسيطرة على مناطق «متنازع عليها» في سهل نينوى، وتبعد نحو 20 كلم عن مركز الموصل. وأعلن مجلس أمن الإقليم في بيان أمس أن «الهجوم يهدف إلى تضييق الخناق على داعش عبر تحرير مناطق وقرى في شرق الموصل والتمهيد لشن معركة استعادة المدينة». وأفاد مصدر عسكري كردي أن «البيشمركة سيطرت في المرحلة الأولى على قريتي المفتية وزهرة خاتون، ولن يتوقف الهجوم إلى حين تحرير عدد من القرى في قضاء الخازر»، وأشار إلى «إحباط عدد من الهجمات الانتحارية بعربات مفخخة قبل اقترابها من القوات المهاجمة، لكن ضابطاً في البيشمركة برتبة عميد استشهد خلال المعارك». وأفادت وكالة «رويترز» أن مراسلها «شاهد جنوداً من قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة قرب الخط الأمامي للبيشمركة، وطلبوا من الحاضرين عدم التقاط صور وتحدثوا بالإنكليزية إلا أن جنسيتهم لم تتضح»، مشيراً إلى «مشاركة طائرات أباتشي في المعركة». ونقلت الوكالة عن الكولونيل ستيف وارن، الناطق باسم التحالف الدولي، قوله إن «قوات الولاياتالمتحدة والتحالف تقدم المشورة والدعم للعمليات لمساعدة البيشمركة». جاء ذلك، بعد أيام من محادثات أجراها قائد قوات التحالف الدولي في العراق وسورية الجنرال شون ماكفرلاند مع بارزاني اتفق خلالها على التنسيق في معركة الموصل التي تعد أهم معقل للتنظيم إلى جانب مدينة الرقة السورية التي تشهد حالياً حملة عسكرية واسعة لاستعادتها بدعم أميركي، وتقدر المسافة الفاصلة بين المدينتين نحو 350 كلم. وفي محور قضاء مخمور، جنوب غربي أربيل، قال مسؤول لجنة تنظميات «الاتحاد الوطني الكردستاني» رشيد كلالي ل»الحياة» إن «البيشمركة أحبطت هجوماً لداعش استخدم فيه انتحاريين لاختراق خطوط الدفاع وألحق خسائر كبيرة في صفوفه»، وذلك بعد يوم من قصف التنظيم قرية قرب ناحية زمار، شمال الموصل، بصواريخ تحمل غاز الكلور، ما أدى إلى إصابة 30 مدنياً بالاختناق وضيق تنفس. وأفاد مصدر أمني أن «نحو 4 من عناصر الحشد العشائري قتلوا وأصيب 19 في انفجار عبوة ناسفة بعربتهم، جنوب الموصل».